14-02-2022 08:54 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
حفل اشهار الملف الروسي الاوكرانى
نسخة عن اشهار الملف النووي الايراني
نعلم ان صواريخ إس ٥٠٠ هي صناعة روسيه وان
يارس" العابر للقارات و"أفانجارد" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي صواريخ روسيه ، ونعلم ان طائرات سوخوي ٥٧ هي روسية الصنع ايضاً ونعلم ان روسيا دولة نووية بامتياز ، ونعلم ان لديها جنرالات حرب وان لديها قوة عسكرية تفاصيلها عدداً ونوعاً وكفائة موجودة على كل المواقع المجانية ويمكن لمن عنده ترف الوقت ان يطَّلع عليها بالتفصيل .
ما يجري في اوروبا من تحرك ومفاوضات ولقاءات وتصريحات إن على المستوى العسكري او السياسي او الاقتصادي وعلى جميع المستويات ، رؤساء ، ملوك ، او وزراء ، كل هذا الحراك إنما هو تحجيم وتصغير لروسيا بكل ما تملك ،
وروسيا تدرك هذا وتعلم حقيقته ، وتعلم ان محاولة رئيسها الظهور لا مبالياً حينما ترك الرئيس الفرنسي يسير خلفه بمشهد بعيد كل البعد عن البروتوكولات السياسية بين الدول لم يشفع لها بالظهور كقوة عظمى بل زاد الطين بلَّه .
بكل تفاصيل المرحلة التي يشهدها العالم الان ، هي صورة طبق الاصل عما يجري مع ايران منذ سنين ،
وكل الذي يجري هو اسقاط تام للسياسة العالمية الممنهجة تجاه ايران بحرفيتها على روسيا رغم الفوارق العسكرية وغيرها من الفوارق الواسعة بينها وبين ايران ، والمقاربة هنا ليست من نسج الخيال
بل هي أمر واقع وحقيقي وذلك بعد ان قالها السيناتور الامريكي بوب مينينديز حينما طرح مشروع " أُم العقوبات " ضد روسيا قبل بضعة ايام .
لم يبقى نوع من انواع التهديد إلا وتم اطلاقه على روسيا بدأً من الدول الاقوى والاعظم في اوروبا وانتهاء بدول أندورا ، وليختنشتاين ، ومالطا، وموناكو وسان مارينو ، وهي الاصغر على هذا الكوكب ،
هل يجرؤ احد في هذا العالم إن على مستوى الزعامات او الدول او المنظمات والهيئات أن يهمس همساً بأُذن احد عن فرض عقوبة على امريكا !!
روسيا مستأجرة رسميا ً كما ايران ، بعقد تنفذه الدولتان في اماكن متفق عليها ومخطط لها تخطيطاً محكما منضبطا من قبل الدولة العالمية العميقه وتم تعيين هولاء كمقاولين مكلفين للقيام بالتنفيذ المجدول زمناً ومكاناً دون اجتهاد او تطوع من مجتهدٍ او خبير .
تواجد روسيا عسكرياً وسياسيا الآن في المنطقة العربية بعمومها هو اخطر بكثير على المصالح الامريكية والاوروبية والعالمية بمجملها ، وهو خرق استراتيجي بكل ما تعني هذه الكلمة لكل القوى التي لها نفوذ في هذه المنطقة وما حولها ، فهي قادرة الآن على ضرب كامل المصالح الامريكية والاوروبية باسلحتها الخفيفة ولا حاجة لاستخدام قوتها الصاروخية العابرة للقارات ولا غيرها من السلاح النوعي ، فلو كان هناك ادنى شك او ادنى خوف
من التواجد الروسي في هذه المنطقة فهل كان سَيُسمَح لها بذلك !!!
ولو لم يكن تواجدها مأجوراً لما استطاعت التواجد في هذه المنطقة بالذات ولو خاضت من اجل ذلك حروباً عالمية وليست حرباً عالمية واحدة ،
والدليل على ذلك هذا الذي يجري هناك ، على الحدود الاوكرانية التي كانت جزأً من الإتحاد السوفياتي ، فبمجرد تحركها العسكري على الحدود الاوكرانية بدأت هذه المسرحية الباهته بمشهد التحشيد والتهديد والوعيد ، فكيف تموضعت
في سوريا إذاً !!!
لماذا كل هذه الدول المجتمعة إن كان اجتماعا مباشراً او عبر الاقمار دعَمَت وحَمَت وما زالت تدعم وتحمي التواجد الروسي المعلن والمكشوف وتغض الطرف عن كل افعالها الاجرامية في تصرفها الذي لا سقف له إن كان على مستوى الاستخدام اللامعقول لتجريب كل انواع السلاح وصنوفه على الابرياء من البشر في هذه المنطقة من العالم ، أو على مستوى التدمير الديموغرافي والجغرافي الممنهج ! فإذا كان المقصد من هذا الحراك الاوروبي العالمي هو منع روسيا من التدخل في شؤون الآخر او الاعتداء عليه ، فلماذا السكوت عنها وهي تعيث فساداً في ارض العرب ؟ كُلُّهُم مُتَّهَمون .
ولنا في الأيام عِبرَه ، سيتمخض عن هذا الجمع إجماعٌ على استمرار الوضع كما هو عليه فيما خُطِّط له والابقاء على الوضع العربي الى ابعد مدى واطول زمن ممكن ، فكل الظروف مواتيه ، الصين تاجرٌ جَشِعٌ يهمه الربح ولا تعنيه العدالة ولا طهارة العالم ، ولا يعنيه فساده ، اوروبا غايتها المحافظة على الوضع الراهن لها كما هو دون تدهور نتيجة الوضع الوبائي والاستفادة من تردي الوضع العربي الى اقصى درجة من الاستغلال لكل ما هو ممكن ومُتاح ،
وخير دليل على ذلك هو اجماع الصحافة الاوروبية على اظهار القلق الاوروبي والخوف من توقف امداد النفط الليبي بعد تعيين رئيس وزراء ثاني في ليبيا وليس قلقا او خوفاً على اي شيءٍ آخر على الاطلاق ،
إرجعو الى الصحافة الاوروبية في اليومين الاخيرين إن شئتم واقرأوا .
امريكا القوة العظمى واليد الضاربة والقادرة على التنفيذ المُطلَق سياسياً وعسكرياً لكل أمرٍ يَصدُر
عن الدولة العالمية العميقة التي تَعتَبِر امريكا
ومَن معها في " المجلس المُصَغَّر " هي الذراع الضاربة لها في اي زمان ومكان ،
وبلا حَسيبٍ او رقيب.
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-02-2022 08:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |