19-02-2022 09:13 AM
بقلم : محمد حمادات
بين التركيز على المهم ونسيان الأهم، تتوه الخطوه عن مسارها الصحيح، وبين رومانسيات الحالمين ووجع الفقراء والمساكين، تتسع الفجوه بين الحكومة والمواطن، وبين ترف بعض ما جاء في المشروع الحالي وغضب من يستهدفهم، تتعمق الازمة.
الآيادي المرتجفه لا تبني الاوطان، وعندما نعتزم السير في الإصلاح علينا ان نشدّ الخطوة وان نبتعد عن عمليات التجميل، فالالم هنا في الخاصرة وعلاج تشوهٍ بسيط كمالية نحن بغنى عنها.
لماذا المزاج العام سيء؟!، سؤال حيّر الساسة الحالمين والأكاديمين المنظرين، والإجابة عنه في صدر كل مواطن وشاب، تسمعونها عند اي حوار بسيط في أي مقهى شعبي ، لن تسمعها في غرف الصدى، التي تعيد انتاج نفس الافكار الانهزامية، ولن تقرأها بتقارير المنظمات الدولية، ولن تعالجها مشاريع البنك الدولي، علينا فقط ان ندع الاتكالية والاغترار بوصفات الغرب، فمهما امتلأت عمان بمطاعم السوشي يبقى المنسف الطبق الاصيل والرسمي.
لا اعيب على مشروع التحديث بالمجمل ويعجبني دائما قول النائب عمر عياصره : "ان كننا غير معنيين بنجاحه فعلى الاقل لا نكون معنيين بفشله" ولكنه عند الاردنيين فيه ترف، فالشاب الأردني المتعب المحبط لا ينتظر منكم خفض سن الترشح ولكنه يآمل ويسعى لأردن نظيف بلا فساد، والمرأة الأردنية لا تنتظر منكم اضافة كلمة أردنيات على فقرة من فقرات الدستور، لكنها تريد تعليماً جيدا لابناءها وخدمات صحية جيده، والآب الاردني يريد ان ينام قرير العين مطمئنناً على مستقبل أبناءه.
الاحزاب مهمه ،وهي نظرياً من ستقود مسيرة التقدم، ولكن الواقع والحقيقة الصادقة ان البيئة المجتمعية ليست مهيئة بعد لتشكيل الاحزاب ، والمشروع السياسي الناضج ضرورة، والضروري اكثر كما يآمل الشاب والكهل والطفل : مشروع لبناء الانسان، فالباني - رحمه الله- كان شعاره :" الانسان أغلى ما نملك"، والمشروع المأمول هو مشروع في صُلب همومه، وهو اساسه، وان لا نلجأ في كل ازمة اقتصادية الى جيبه، فالجيب قد نفذ، وان نوقف مسلسل العبث بالروافع الاقتصادية للطبقة الوسطى، فكيف يتزامن هذا المشروع مع رفع التعرفة الكهربائية، والتلميح لرفع رسوم التنافس بالجامعات، وأين الانسان الأردني من الإصلاح إذا؟
الأردني وأعني هنا الأردني المعترف بمواطنته يدفع كل يوم ضريبة انتماءه للأردن بتجاهله، والقفز عنه، فالمشروع الأهم هو من يعيد للأردنيّ حقه، لا المشروع الذي يخدم تطلعات وآمال النخب التي لا تشبع، واخيرا فإن النظرة الفاحصة تقول ان الوجوه المعتاده والرعيل القديم سيعيد انتاج نفسه بأشكال وقوالب جديده، لا أدعي انهم لا يريدون الاصلاح فهم قد يريدوه، ولكنهم قد لا يعرفوا له طريق .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2022 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |