19-02-2022 11:35 AM
سرايا - لعل أقسى نتائج الحروب والأزمات التي تمر بها الدول عادة تأتي على الأطفال، الذين لا ذنب لهم في كل ما يجري حولهم.
وهو تماماً ما عاشته رضيعة لبنانية أصبحت حديثة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما انتشر لها مقطع فيديو بين يدي والدها يحاول إعطاءها لأحد رجال الأمن على الطريق مردداً عبارات باللهجة اللبنانية: “خدها .. ما معي طعميها”، في إشارة منه إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وبأنه لا يملك مالاً لشراء طعام يسد به رمق رضيعته.
وظهر الأب وبيديه طفله لا يتجاوز عمرها عدة أسابيع، توجه مسرعاً لرجل أمن مانحاً إياه فلذه كبده، بينما تجمهرت حوله الناس مؤيدة كلامه حول صعوبة المعيشة في بلد أطلق عليه يوما ما “سويسرا الشرق”.
كما تعالت صرخات الرجل المحروق ودموعه غمرت عينيه، مؤكداً أنه لا يملك مالاً لإطعامها، بينما حاولت الجموع تهدئة حاله دون جدوى.
لتتعالى صيحاته وسط العاصمة: “شو بدا تاكل.. شو بدا تاكل”، في إشارة منه إلى ابنته الرضيعة.
كما يُسمع صوت أحد الأشخاص وهو يقول لعنصر الأمن: “عطوها للميتم يا عيب الشوم عليكم”.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا غير مسبوق، صنفه البنك الدولي بأنه من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
وأثر تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الذي تخطى عتبة 27 ألفاً كثيراً على أسلوب عيش اللبنانيين وضرب كل مفاصل الحياة في البلد الصغير، حتى بات استهلاك اللبنانيين يقتصر على المواد الأساسية كالغذاء إن وجد.
كما أضحى الحصول على التيار الكهربائي بمعدّل 20 ساعة في اليوم تؤمن معظمها المولّدات الخاصة بمثابة “كماليات” مع تخطّي سعر الاشتراك شهرياً المليوني ليرة.
وترافقت الأزمة الاقتصادية مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان الذين بات أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر.
حتى أدوية الأمراض المُزمنة كالسكري والضغط وأدوية القلب وأدوية الأمراض السرطانية، ورغم أنها لا تزال مدعومة رسمياً من الدولة، لكنها غير متوفرة نهائياً في الصيدليات، ويحاول اللبنانيون توفيرها إما من قبل أقاربهم وأصدقائهم في الخارج، أو شرائها من تركيا والأردن أو يتبادلون ويتقاسمون ما توفّر من الجرعات والحبوب منها.
"إعطوها للبلدية.. حطوها في ميتم".. أب لبناني يحاول إعطاء طفلته لدورية تابعة للجيش، بعد عجزه عن توفير الطعام لها.#السياق #لبنان pic.twitter.com/ty5mCuoSA2
— السياق (@alsyaaq) February 17, 2022
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2022 11:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |