19-02-2022 01:04 PM
بقلم : ثائر جبريل القراله
نحن آخر خطوط البشر اليوم من يفقد حياته يفقد عائلته"
هكذا صرخ الفريد في جنوده الخائفين
على الرغم من أن الكتابة لم تكن احترافية بالشكل المطلوب ولاسيما في الروايات التي لقيت رواجاً على الصعيد الفكري العالمي، إلا أن الرسائل التي أوصلتها رواية الفريد ديمتري كانت ذات أهمية عظيمة على المستويين: الفردي ومستوى الدولة، كأنني به أراد أن يقول : هيا بنا نحيا . تلك العبارة أشعرتني بذلك الإحساس العميق بمعنى الحياة، ليست الحياة بوصفها المجرد بغض النظر عن مقدار البؤس الذي كان يعيشه أولئك الجنود لكنها تعني إرادة مواجهة البؤس والحياة الصعبة، إرادة مواجهة الخوف والجبن، إرادة الحياة لأجيال قادمة لابد أن تعيش بكرامة!!!
تلك العبارة تعني عدم البقاء في دائرة الركود والسكينة، إنها تعني الانطلاق والتحدي والمواجهة. إننا خُلِقنا لنكون لا لنزول، أو حتى أن ننتهي بسهوله، إنها تعني الخروج من وديان الإحباط وأقبية المجهول، إنها مشعل نور لأحلام دثرتها الرمال وابتلعها البحر في قاعه العميق.
هؤلاء يدركون الآن عندما عرفوا معنى الموت ماذا تعني الحياة، أنها الانتصار على الفقر والانتصار على الجهل والانتصار على السلبية والجمود والأنانية.
علينا أن ننتصر على أنفسنا على مصالحنا الآنيّة على جشعنا وجبننا على سوء خلقنا، علينا أن نتجاوز منطق أن العدل لا يتحقق إلا إذا كان في مصلحتي، وأن الظلم ليس ظلماً طالما لا يتعارض مع مصلحتي.
هيا بنا نحيا لا لنعيش لأن الحياة رُقي وسمو فكل الناس يعيشون وليس كل الناس يحيون.
المسألة ليست هل نتقدم أو لا نتقدم، المسألة هي كيف نحيا كيف نحلّق في عنان السماء وأن لا نبقى أبداً بين الحفر.
هيا بنا نحيا هي معركتنا بأن نقدم معاً نموذجاً للحياة تنعم به الأجيال القادمة يجب علينا أن نقاوم، لا بد لنا أن ننكر كل التفاهات ونجدد لكل الفضائل معانيها وننمي الثقة بذواتنا ونعبر نحو تحرير الإنسان الأخير.
هيا بنا نحيا نموذج يجب أن يغير مفاهيم الحياة يغير آلية التفكير العربي القائمة على قف لنبكي، لنخرج من خنادق الماضوية وحفر الغابرات .
نحن لن نقف هنا لنبكي بل سنواجه من أجل أن تحيا أجيالنا كما يجب عليها أن تحيا.
ثائر جبريل القراله
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2022 01:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |