20-02-2022 08:56 AM
سرايا - صدر حديثا في العاصمة المغربية الرباط، ديوان شعر جديد، من جمع وإعداد الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة، الديوان يؤرخ شعرا للحادثة التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي، للطفل المغربي ريان الذي لاقى تعاطفا معه من جميع أنحاء العالم، حين سقط في بئر وبذلت جهود جبارة لإنقاذه، إلا أن إرادة الله سبقت إليه، فبعد إنقاذه بقليل، أعلن عن وفاته، هذه الحاثة شدت أنظار العالم إليها، باعتبارها حالة إنسانية، وترجم الشعراء العرب أحاسيسهم وعواطفهم شعرا؛ ما حدا بالشاعرة والباحثة المغربية إلى تخليدها، عبر جمع عدد منها في ديوان، أطلقت عليه عنوان «ريان طفل العالم/ خمسون قصيدة في جيد القدر»، في إشارة واضحة إلى أن الطفولة والإنسانية هي القاسم المشترك الذي تلتقي عليه القلوب، وتتوحد عنده المشاعر الإنسانية، على اختلاف البلدان واللغات والألوان والأعراق.
تضمن الديوان خمسين قصيدة، تعالج الحادثة وتدور حولها، وتم اختيارها بوساطة لجنة علمية مؤلفة من عدد من الأساتذة الأكاديميين تم ذكر أسمائهم على الغلاف الخلفي للديوان، إضافة إلى أسماء الشعراء المشاركين.
جاء الديوان في ثلاثمائة وإحدى عشرة صفحة، من القطع المتوسط، لخمسين شاعرا من خمسة عشر بلدا، وكان من بين المشاركين من الشعراء الأردنيين في هذا الديوان الشاعر سعيد يعقوب، والشاعرتان مريم الصيفي ووفاء جعبور.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن الشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة أصدرت عددا من المؤلفات الموسوعية، التي تعنى بالتأريخ للشعر والشعراء العرب المعاصرين.
ويشكل ديوان ريان طفل العالم أهمية بالغة، تتمثل في أنه مادة خصبة للدراسات والأبحاث الأكاديمية، والجهود النقدية الرصينة، بما ينطوي عليه من تعدد في الأساليب الشعرية المعاصرة، في الوطن العربي، ويقدم نماذج للشعر العربي المعاصر في الأقطار العربية بما تظهره من تشابه أو تباين، في النصوص الشعرية، وما توفره من ظواهر أسلوبية ، ويقدم فرصة للدارسين لاستبطان المشاعر والعواطف الإنسانية، وسبر أعماق الوجدان الشعري العربي، وتتبع مواقع أفكار الشعراء العرب، في نظراتهم الإنسانية والدينية والقومية والفكرية، نحو الطفولة وعوالمها البريئة، ومواقفهم تجاه قضية إنسانية شغلت الرأي العام العالمي والعربي، ومن أجواء الديوان نقرأ من قصيدة للشاعر الأردني سعيد يعقوب:
تَوَحَّدَ الحِسُّ فِيْ كُلِّ القُلُوبِ عَلَى
مَا كَانَ يَحْدُثُ أَعْرَاقًا وَأَدْيَانا
وَالحِسُّ مَا مَيَّزَ الإِنْسَانَ عَنْ حَجَرٍ
لَوْلَاهُ مَا سُمِّيَ الإِنْسَانُ إِنْسَانا
وَهَذِهِ أُمَّةٌ لَا شَكَّ وَاحِدَةٌ
مَهْمَا عَلَيْهَا جَنَوْا بَغْيًا وَعُدْوَانا
حَقِيقَةٌ لَمْ يُقَلِّلْ مِنْ نَصَاعَتِهَا
مَا يَفْعَلُ الغَرْبُ تَزْوِيرًا وَبُهْتَانا
هَذِيْ الحُدُودُ التِيْ مَا بَيْنَنَا فَصَلَتْ
أَقَامَهَا الغَرْبُ تَزْيِيفًا وَطُغْيَانا
وَلِلْجَهَالَةِ فِينَا مَنْ يُقَدِّسُهَا
كَمَنْ يُقَدِّسُ أَنْصَابًا وَأَوْثَانا
تَحِيَّةٌ مِنْ بَنِيْ الأُرْدُنِّ طَيِّبَةٌ
تُهْدَى لِمَغْرِبِنَا شِيبًا وَشُبَّانا
مِنْ عُمْقِ أَعْمَاقِنَا بِالمِسْكِ عَابِقَةٌ
مِزَاجُهَا كَانَ نَسْرِينًا وَرَيْحَانا
تَأْتِيْ إِلَى المَغْرِبِ الأَقْصَى مُعَبِّرَةً
عَمَّا نُكِنُّ لَهُمْ أَهْلًا وَإِخْوَانا
دَامَتْ بِلَادُكُمُ بِالأَمْنِ عَامِرَةً
إلَا شَكْوُتْم بِهَا ضُرًّا وَأَحْزَانا.