سرايا - رويدًا رويدًا تتغلغل التكنولوجيا في حياتنا أكثر، لتسيطر عليها كما لم نكن نتوقع منذ عدة سنوات سابقة فقط. وهو ما جعل من الصعب علينا التخلص من إدمانها، وبدأت علاقتنا وأطفالنا تزداد باليوتيوب والتيك توك والفيسبوك وغيرها من المنصات المختلفة. وبتنا نحتاج حلًا جذريًا للسيطرة على هذا الإدمان؛ وهو ما حدث بالفعل في إحدى قرى الجنوب الغربي من فرنسا

فقد أفاد تقرير وكالة الأنباء الوطنية، ووكالة إدارة الطيف الكهربائي الإشعاعي الفرنسية، بتعطل خدمة الإنترنت في بلدة ميسانج الفرنسية ما بين الساعة الثانية عشر صباحًا والثالثة صباحًا، دون عطل ظاهر أو خلل في الشبكة


وبدأ العمال الفنيون بالبحث عن مكمن الخلل. وبعد التحقيق، اكتشف أحدهم إشارة تشويش قريبة من جهاز ينقل موجات لاسكلية بذات تردد الأجهزة المحمولة، مما يمنعها من الاتصال بشبكة الإنترنت وأبراج التغطية. إلا أن التساؤلات دارت حول سبب عمل هذا الجهاز في ساعات معينة من الليل فقط

مما دفع الفنيّ للبحث في وقت متأخر من الليل عن مصدر هذه الإشارة، ليتعقبها ويصل في تمام الواحدة والنصف صباحًا إلى منزل يقع في مدينة مجاورة. وفي صباح اليوم التالي، واجه الشاب صاحبَ المنزل، الذي اعترف بإقدامه على شراء جهاز تشويش للإنترنت بعد قراءة مجموعة من نقاشات المنتديات حول خطورة تصفح المراهقين للإنترنت ليلًا، والتي أشارت بدورها إلى إمكانية اتخاذ حل أكثر جذرية من مجرد مصادرة الأجهزة المحمولة من الأطفال، فدفعه خوفه على أطفاله لشراء هذا الجهاز، خاصة بعد إدمانهم على الإنترنت في ظل انتشار جائحة كورونا والحظر الذي رافقها

ونظرًا لمستوى الطاقة العالي، فإن هذا التشويش يتداخل مع إشارة الإنترنت وأبراج التغطية الخاص بالبلدة بأكملها، مما سبب عطلًا كبيرًا في جميع الاتصالات الهاتفية والإنترنت في المنطقة المحيطة بمنزله. فحرم جيرانه وسكان بلدته والبلدة المجاورة من الإنترنت، وليس فقط أطفاله!

هذا وتعتبر حيازة أجهزة التشويش أمرًا غير قانوني، وجريمة خطيرة؛ نظرًا لكونها قد تسبب في عدم إمكانية الاتصال بالطوارئ في بعض الحالات، والتي قد تودي بحياة أشخاص ما. لذا فإن القانون الفرنسي يندد بحيازة هذه الأجهزة، مما سيسبب خضوع الأب لعقوبة السجن لمدة تصل حتى ستة أشهر، وغرامة تقدر بـ 30 ألف يورو.يذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتسبب فيها استخدام هذه الأجهزة فوضى كبيرة؛ إذ سبق إيقاف سائق شاحنة في العام 2013 لاستخدامه جهاز تشويش GPS لمنع رئيسه من تعقبه؛ وهو ما سبب تعطلًا في أنظمة مراقبة الحركة الجوية في مطار نيوارك الأمريكي