21-02-2022 08:18 AM
بقلم : فيصل تايه
عمان .. مدينة بطعم ولون ورائحة عطرة ، أصحو صباحًا اعبئ هواء عمان ملء رئتي .. وأشعر أني لازلت حيّا .. فبالنسبة لشخص مهووس بالتفاصيل .. فإن مدينة ملأى بها كعمان تشعرني أني في الجنة حقًا .. تفاصيل الوجوه .. حركة أجساد الناس في الشوارع، لبسهم .. تلويحاتهم لبعضهم .. طريقتهم في الحديث .. في النميمة .. في الحب والكراهية .. في الإعجاب والمقت .
لكنك حين تمرُ صباحًا بأزقةِ عمان وحاراتها وانت في الطريق الى عملك .. حين تجد ايادي تمتدُ إليك وأنت بالكاد تمتلك ثمن أجرة الباص لتصل .. فتشعر بالخذلان بغض النظر عن من يستحق أو لا يستحق.
قمة الانكسار حين ترى طفل بالكاد يصل إلى ارتفاع سيارتك ويمسح الزجاج أملاً في من يمد إليه (بعشرة) قروش حقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع .. وآخر يبيع العلكة على اشارات المرور بشماغه الذي بات لونه بلون الشمس حتى لا يذل نفسه بالوقوف امام الجوامع .. وقمة الانكسار حين تجدُ شابًا يُعلقُ على ظهره شهادته الجامعية ويقفُ وسط إشارة المرور ليبيع الزهور او الفاين ويلوّح بها للعابرين ..
وقمة الانكسار حين ترى عجـوزًا تــفترش الأرض لتبيع (الخبيزة) التي بالكاد قطفتها أناملها التي أخذ الزمن رونقها .. وأخرى تجلس يومياً قُبالة سوق الحرامية لتبيع الارانب والدجاج البلدي .. تبحث عن السترة لتُطعم أطفالها وزوجها الذي ابتلاها الله به ، ليرابط على فراش نومه وينتظر منها (ثمن دوائة او مشروبه ) .
هي صور كثيرة تلتقطها عدسة الحرف .. لكن دون جدوى ، وتجد نفسك عاجزًا أمامها، لسببٍ وحيدٍ أن هؤلاء هم الصورة الحقيقية والمعبرة عن اناس أتقنوا المعاناة والألم اليومي..
دعواتي الى رب العباد ان تكون هذه المعاناة قصة منسية في دفترٍ تُغلق أوراقه الموجعة للأبد..
يا رب ... هي دعوة تمني .. وكفى بالله وكيلا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-02-2022 08:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |