22-02-2022 10:33 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تتمثل التهدیدات الإلكترونیة (السیبرانیة) بتحدیات غیر مرئیة توثر على منظومة الأمن، ففي عصر التكنولوجیا أصبح لأمن المعلومات الدور الأكبر لصدّ أي هجوم الإلكتروني ،ومنعه من إحداث أضرار على منظومات الحمایة الأمنیة الذي تتعرض له أنظمة الدولة المٌختلفة، وحمایة الأنظمة التشغیلیة من أي محاولات للولوج بنحو غیر مسموح به لأهداف غیر سلیمة، فالتطور التكنولوجي الذي شهده الاردن في مجال المعلومات والاتصالات تزامن معه التركيز على مُصطلح الأمننة الإلكترونیة وركائز البُنیة التحتیة ولو لم يكن بحجم الانخراط في منظومة هذا الامن لاصبح الاردن مُنكشفاً إستراتیجیاً لكثیر من دول العالم، ویسهل اختراقه والتجسس على المعلومات المؤسساتیة، لدرجة قد يمكن ان يُستخدم الاردن كساحة لشنّ الهجمات الإلكترونیة لضرب أمن معلومات دولأ خرى واختراق منظومتها الأمنیة الإلكترونیة، مما يجعل الاردن عدواً لدول اخرى تم مٌهاجمتها ، فضلاً عن استراق أي معلومة واستخدامها لأغراض المساومة؛ أي: لتنفیذ عملیات هكریة وإسنادها، مما يجعل الاردن في موقف الضعيف المٌدافع لا المٌهاجم وصاحب الاستباقية.
ومن هنا فان المؤسسات الاردنية التي تتعاقد لتجهیز معلوماتها من أقمار صناعیة ذات مورد خدمة خارج الحدود الاردنية من الاجدر بها ان تكون مُبصرة إلى تلك الاجهزة والتي قد تؤدي إلى مرور المعلومات الامنية في خوادم تلك الدول، ورجوعها إلى الاردن إذ یٌشكل هذا الإجراء خرقاً لأمن المعلومات الاردني ولتلافي مثل هذه الخروقات الكبیرة التي قد تتعرض لها حركة المعلوماتية في الاردن من المٌهم بناء منظومة مُتكاملة لأمن المعلومات؛ تتصف بالاحكام الالكتروني الرقمي ، ومن الٌهم والواجب بناء منظومة للأمن الإلكتروني الاردني بهدف حمایة الفضاء السیبراني الوطني، مع التركیز على ضمان توافر أنظمة المعلومات وتمتین الخصوصیة، وحمایة سریة المعلومات الشخصیة، واتخاذ جمیع الإجراءات الضروریة لحمایة أمن المواطنین وأمن المؤسسات من مخاطر الفضاء السیبراني.
ویُعَدُ التهدید السیبراني حافزاً لإعادة صیاغة الأمن السیبراني بشكل كامل وتحت منظومة واحدة، فالمُعضلة الأمنیة تُفسر التفاعلات الاستراتیجیة واللوجستیة الأمنیة، لا سیما بین الأجهزة المعنیة في بناء واستدامة الأمن وهذا یتطلب ادارك التهدید السیبراني وفقاً لنهج الأمن السیبراني، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في بناء الأمن الوطني الاردني سیبرانیاً فإن ادراك التهدید هو عامل مٌهم للغایة الامنية، وهذا یتطلب التسویق الإعلامي والتوجیه الخطابي بشكل مٌحكم، خاصة ان الأمن يتأثر بالتهدید السیبراني كلما زاد التفوق التقني والقدرات الهجومیة الرقمیة، والهیمنة الإعلامیة الرقمیة التي أصبحت تٌسافر في الفضاء المعلوماتي من خلال السحابيات التي يتم استخدامها بشكل واسع اليوم .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-02-2022 10:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |