بقلم : علاء عواد
بعد شهور من التعزيز العسكري وسياسة حافة الهاوية على حدودها مع أوكرانيا، غزت روسيا جارتها السوفيتية السابقة بهجوم متعدد الجوانب، مهددة بزعزعة استقرار أوروبا وجر الولايات المتحدة للصراع.

فماذا يريد بوتين؟
يرى بوتين أن توسع الناتو يمثل تهديدًا وجوديًا، واحتمال إنضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري الغربي هو "عمل عدائي"، قائلاً إن تطلع أوكرانيا للإنضمام إلى الحلف العسكري يمثل تهديدًا خطيرًا لروسيا.
فهل أفسد الغرب أوكرانيا وأخرجها من فلك روسيا كما يقول بوتين ؟
جهود كبيرة بذلها بوتين لإعادة أوكرانيا إلى المدار الروسي لكنه فشل بذلك حيث تصر الحكومة الأوكرانية على أن موسكو لا تستطيع منع كييف من بناء علاقات أوثق مع الناتو، أو التدخل بطريقة أخرى في سياساتها الداخلية أو الخارجية.
والآن ونحن في اليوم الرابع للغزو الروسي على أوكرانيا، أعلنت موسكو إصدار أوامر لقواتها بشن هجوم جديد من كل الجهات بدعوى رفض كييف التفاوض، وكان قد تصدر وسم (الحرب العالمية الثالثة)، قائمة التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، فجر الماضي بعد وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن ذلك.
من المفارقات التي لطالما كنا نراها في مجلس الأمن الدولي وتحديدًا في الملف الفلسطيني والحرب على غزة وانتهاكات حقوق الإنسان التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي فقد استخدمت روسيا حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضدّ مشروع قرار يستنكر “عدوانها” على أوكرانيا

وأمام كل مايحدث فقد اتفق الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما على عزل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي سويفت بنية زيادة عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي".حيث تعتمد روسيا بشكل كبير على نظام سويفت في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز وتعد العقوبات المشتركة أقسى إجراءات فرضت حتى الآن على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

لكن السؤال الأبرز هنا لماذا لم يرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن قوات أمريكية إلى أوكرانيا ؟
جواب يستدعي التعمق في السياسة الأمريكية الخاصة بالرئيس الأمريكي بايدن ويتفق أغلب الأميركيين على محدودية الخيارات المتاحة لواشنطن للرد على العدوان الروسي، والتي لا يعد التدخل العسكري المباشر أحدها بل التوجه مباشرة للعقوبات الإقتصادية.
وفي النهاية لا نستبعد أي إتفاق من الممكن أن يكون قد جرى بين الدول الكبرى ومن تحت الطاولة في الحروب لا قواعد لا قوانين لا إنسانية الحرب هي الحرب والقوي هو الذي يصنع التاريخ.