حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3456

الحرب الروسية بادارة البنتاغون

الحرب الروسية بادارة البنتاغون

الحرب الروسية بادارة البنتاغون

28-02-2022 01:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لو كانت روسيا صاحبة القرار في هذه المعركة الخاسرة روسياً قبل ان تبدأ لكان الحكم على ان جنرالات الحرب والقادة العسكريين الروس قد اخفقوا جميعا بهذا التخطيط وهذه المعركة الغير متكافئة على الاطلاق حتى ولو تم احتلال اوكرانيا بكاملها والمجيء بحكومة روسية خالصه .

امريكا وحدها القادرة على التحكم بطرفي هذه المعركة التي تعتبر تمريناً عسكريا اذا ما قيست بمعركة الدبابات الطاحنة التي دارت رحاها عام ٧٣ في سيناء والتي وصفها آنذاك مراسل بي بي سي بقوله إنها الجحيم على الارض ، والتي لو انفلتت من ضبط البنتاغون لها لتغير وجه المنطقة بالكامل ، فهذه المعركة الدائرة حالياً هي بالنسبة لامريكا عباره عن مناوره عسكريه يشرف عليها ضباط من الصف الثاني في ادارة الازمات او " الحروب" .

منذ انطلاق هذه المعارك والهجوم الروسي على اوكرانيا من كافة الجهات والمحاور وبرغم تواجد كل انواع الصحافة والاعلام ، العسكري ، والسياسي والاجتماعي ، والاقتصادي على الاراضي الروسية والاوكرانية إلا أنّ امريكا لم تسمح لكل هذه الكاميرات الاعلامية التي لا حصر لها بأن تأخذ لقطة حرب مباشرة ولو لثانية واحده !
علماً بان العالم قد اخذ جرعات كافية من الحروب وعلى الهواء مباشرة وصار محصناً بحيث اصبح لا يبالي سواء انهارت المباني والابراج على رؤوس ساكنيها كما حصل ويحصل عند العرب منذ عقود أم عبور صواريخ متجهة الى شعب اعزل لا علاقة له بشيء ، لا نعلم رغم كل هذا لماذا لم تسمح امريكا ببث لقطات مباشرة لهذه المعارك وهي قادرة على تصوير طلقات الرصاص التي تُطلق من مسدس احدهم وبالتصوير البطيء اذا ارادت ، فلماذا لم تفعل ولم تسمح بذلك الى هذه اللحظه !

الرأي العام والمزاج الشعبي الاوروبي لم يُختبَر منذ ثمانون عام ، وكل الذي كانت تُعبِّرُ عنه هذه الشعوب فيما مضى كان متعلقاً بقضايا عربيه حصراً وبامتياز ، فكانت تخرج بعض فئات من هذه الشعوب لِتُعبِّر من ناحية انسانية خجوله عن تعاطفهم مع الضحايا بكافة فئاتهم ، اموات ، جرحى ، مشردين ، نازحين ، لاجئين ، كلها كانت تعاطفاً انسانياً لا أثر له على احد ،
ربما تكون هذه الحرب المحدودة هي الاختبار الاول للشعوب الاوروبيه ، بل ربما يكون هو الشعور بالخوف للمرة الاولى على امر يتعلق بهم مباشرة ، ربما شعروا انهم الان بوضع غير مؤهلين لمواجهته ، فلم يعتادوا إلا ان يكونوا مشاهدين وهم على الارائك مع كامل ما يلزم من مستلزمات التسلية المعتاده اثناء المشاهدة لما كان يُعرض على فضائياتهم في الفصول كافة من مآسي وويلات عربيه خالصه ، أما ان يكونوا هم الذين يحملون الحقائب ذاهبين بكل الاتجاهات ومشياً على الاقدام ليقفوا على الحدود بانتظار تسجيلهم كلاجئين الى دول الجوار فهذا الذي لم يكن بالحسبان .

هذه حرب فُرضت على روسيا وربما أتت نتيجة حتمية للضعف الروسي الذي ثبت قطعاً عندما قبل ان يكون شرطياً وحارساً للمصالح الامريكية في مناطق حساسة لا يمكن لأي قوة يخشى منها ان تتواجد فيها إلا اذا كانت تحت السيطرة المطلقه ، وقبلت روسيا بهذا الدور من اجل بقاء وضعها الاقتصادي دون تدهور يؤدي الى تفكك ما بقي منها كدولة ذات اتحاد مترامي الاطراف متماسك في وقت من الاوقات ، روسيا قبلت بلعب هذا الدور لانها تعلم انه عدا عن السلاح بكافة فئاته وانواعه فإن العرب قادرون على تعويض اي نقص في المواد التي تُصدِّرها روسيا من نفط وغاز اضافة الى القمح الذي اذا اتخذ العرب قرارا سياسيا بالتعويض عنه لفعلوا في زمن لا يزيد عن اشهر معدوده .


القوة العسكرية الروسية لا يُناقَش فيها وليست محل شك او عدم معرفة بانها القوة العسكرية الثانية على هذا الكوكب ، ولكن هذه القوة العسكرية إن لم تكن محمية بقوة اقتصادية وسياسية لها اذرع عالمية تدعمها في اماكن جغرافية تكون مساندة لها عند الحاجه فإنها تبقى ضمن تصنيف القوة المدمرة المرعبه ليس اكثر ،
روسيا لا تستطيع ان تستعمل اي نوع من السلاح الغير موافق ومتفق عليه مع امريكا وكذلك لا تستطيع ان تقصف او تحرك قواتها العسكرية الى ابعد مما تم التوافق عليه ، لانها لا تستطيع تحمل نتائج ما يترتب على اي خروج عن خارطة هذه المعركة السياسية العسكرية .

لكن ربما تنقلت الامور اذا طمعت امريكا في استغلال الانضباط العالمي والتصرف ضمن تعليماتها طوعاً لابتزاز روسيا الى اقصى مدى ممكن ووضعها بالزاوية ، عندها ربما تجد روسيا نفسها مضطرة لإظهار لا اقول مخالبها بل ما لديها من امكانية تدمير هائله تطال العالم اجمع ، عندها لن تكون الامور تحت سيطرة البنتاغون في فرجينيا
ولا وزارة الدفاع في موسكو .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 3456
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-02-2022 01:27 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم