بقلم : صالح " محمد أمين" العمري
انتهينا في المقال السابق إلى تساؤل حول كيف يمكننا مساعدة خلايانا العصبية على إنشاء روابط فيما بينها وتقويتها ؟
ومن خلال ما توصلت له أبحاث الدماغ وعلاقته بعملية التعلم سأتناول في هذا المقال والمقال القادم استراتيجتين يمكن من خلالهما مساعدة أدمغتنا على التعلم بشكل أفضل .
1- تنشيط الخلايا العصبية بشكل متكرر :
نظرًا لأن الروابط بين الخلايا العصبية تحتاج إلى تنشيط عدة مرات لتصبح أقوى وأكثر كفاءة ، فإن الإستراتيجية الأولى والأساسية هي تدريبها وتنشيطها بشكل متكرر. هذا يعني أنه لتعلم الجداول الحسابية على سبيل المثال ، علينا التدرب عليها بشكل متكرر ، بهدف تأسيس "المسار" بين الخلايا العصبية، ومن المهم ملاحظة أن القراءة أو إلقاء نظرة خاطفة على الجداول الحسابية فقط لن تكون مفيدة في توصيل الخلايا العصبية الخاصة بك وقد تجدها أيضًا مفككة ومملة. لذلك ومن أجل إنشاء اتصالات بين الخلايا العصبية، تحتاج إلى استرداد الجداول الحسابية من ذاكرتك؛ بمعنى آخر ، عليك أن تحاول تذكر الإجابة بنفسك لتنشيط اتصالاتك.
يعتقد العلماء أن هذا "الصراع" يحسن التعلم لأن التحدي هو مؤشر على أنك تقوم ببناء روابط جديدة. ومن الجيد أن نتذكر أن تعلم شيئًا جديدًا يشبه المشي لمسافات طويلة في الغابات بدون مسار معين ، فمن المحتمل أن تمشي ببطء في البداية ، ولكن إذا واصلت المشي ، فستبدأ المسارات في التكون وفي النهاية ستمشي على مسارات جيدة، علاوة على ذلك ، فإن ارتكاب الأخطاء أثناء محاولة تذكر ما تعلمته ، يمكن أن يساعدك في تحديد الفجوات المتعلقة في التعلم الخاص بك ويعطيك مؤشرًا على المسار الذي لا يزال يتعين عليك العمل عليه.
لاحظ العلماء أيضًا أن إجراء الاختبارات يمكن أن يساعدك على تذكر المعلومات بشكل أفضل من الدراسة بمفردك ، على سبيل المثال ، إذا قمت بدراسة جداول حسابية تتخللها فترات اختبار ، فمن المحتمل أن يكون أداءك في اختبارك النهائي أفضل مما لو كنت قد درست عليها فقط. لماذا يحدث ذلك؟ تتطلب الاختبارات استرداد المعلومات من الخلايا العصبية التي يتم تخزين المعلومات فيها ، وبالتالي تنشيط اتصالاتك والمساهمة في تقويتها. الهدف إذن هو ممارسة الاسترجاع بطريقة جذابة.
هناك استراتيجيات مختلفة يمكنك تجربتها في المنزل والمدرسة ، على سبيل المثال الإجابة على أسئلة التدريب أو استخدام البطاقات التعليمية ، أو إعداد أسئلة لطرحها على زميل في الصف أو أحد الوالدين بالإضافة إلى إعادة الاختبارات أو التمارين أو استخدام مخيلتك!
لكي تقوي الخلايا العصبية روابطها ، تحتاج أولا إلى استرداد المعلومات وتجنب مجرد القراءة أو الاستماع إلى الإجابة، وثانيًا ، يجب أن تخطط لطريقة للحصول على تعليقات لمعرفة ما إذا كنت قد حصلت على شيء صحيح أو غير صحيح. لا تثبط عزيمتك إذا واجهت تحديات ، فهذه خطوة طبيعية في عملية التعلم التي تجري في عقلك!