03-03-2022 11:13 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
جاء تكريم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2022م، ليؤكد على الدور الأردني الموصول، في إرساء أسس السلام في المنطقة.
فجائزة زايد للأخوة الإنسانية، تحمل في أبعادها، وما تمثله من مفردات إرث وقيم إنسانية، وهي تعبر عن تكريمٍ للدور الأردني، وما يملكه من ملامح لطالما عبرت عنها قيادتنا الهاشمية، والتي كان لدورها الطلائعي، في كثير من المواقف الأثر الواضح، وخاصة من جهة في تعزيز مفاهيم الإسلام الحنيف، بالرغم مما مرت به المنطقة من صعاب، ولربما السنوات الصعبة الأخيرة، والحديث عن الإرهاب، والخطاب الأردني الذي أسهم في تمييز الإسلام وإنسانيته عما يحمله "خوارج العصر" من فكرٍ مخالف للإنسانية والحياة.
فالسنوات الأخيرة، وخاصة صعود التيار الخارجي الذي حاول مس قيم الإسلام، تصدى الأردن له بما يملكه من شرعية ومشروعية، بمقدرة كبيرة، ولعل من بين أهم المبادرات التي أطلقها جلالة الملك كان رسالة عمان، بالإضافة إلى مبادرة " كلمة سواء"، إذ أرسى الأردن باكرا مفاهيم الحق، وصنع ثقافة مضادة حاصرت الخطاب "الخارجي"..
وهذا التكريم لجلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله يزيد من اعتزازنا بقيادتنا، ووطننا وما حمله من أدوار تستحق التكريم، خاصة وأن جائزة زايد للأخوة الانسانية، تعد أهم الجوائز العالمية، بما تمثله من رمزية، تمثل نخبة في الفكر الإنساني المعاصر، يدفع باتجاه التاكيد على احترام التنوع والتعايش السلمي، خاصة وأنها جائزة تنتمي لمنطقتنا العربية.
وقد تزامن تسلم جلالة الملك للجائزة، تضامنا مع توجيهات ملكية، بتجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي في المسجد الأقصى المبارك، على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني الخاصة، صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وهي مبادرة ملكية، موصولة بدور ملوك بني هاشم، بصون وحماية الأماكن المقدسة في القدس الشريف، والوصاية الهاشمية في جوهرها، حافظت على هوية وقدسية هذه الأماكن، ذات الدلالات العميقة في نفس كل مسلم، وكل منتم لمنطقتنا، ومقدساتها، وإرثها.
جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، ما زالت شواهدها حاضرةً في العمران المادي وفي المواقف السياسية والجهود الملكية المبذولة على الساحة الدولية لأجل أنّ تبقى القدس وعروبتها، ومقدساتها، محل اهتمامٍ دوليٍ.
وجلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ تسلم سلطاته الدستورية عام 1999م، أرسى العديد من المبادرات في القدس، وأهمها: ترميم منبر صلاح الدين، كما كان، هو المعلم الأول الذي كان في طليعة عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي امتدت خلاله جوانب الوصاية الهاشمية.
وما زال إنقــاذ هذا المنبر، علامة شاهدة على استمرارية وصاية ملوك بني هاشم، وفي منتصف نيسان عام 2007م، تأسيس الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك، ورسالته هي ترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحماية وصيانة المسجد الأقصى/ الحرم الشريف والحفاظ عليه.
وعلى مدار الأعوام 2008 وحتى 2020، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بترميم فسيفساء الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، وهو مشروع حافظ على كل حجر فسيفساء وزخرفة تاريخية بصورتها الأصلية في المسجد الأقصى.
وخلال العام 2013م، جرى في عمّان توقيع اتفاقية تأكيد الوصاية الهاشمية، لتجسد التعاون الأردني الفلسطيني في حماية المقدسات، عبر تجديدها التأكيد على أنّ جلالة الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية والشرعية الدينية في المحافظة على الأماكن المقدسة في القدس الشريف خصوصا المسجد الأقصى والممتلكات الوقفية التابعة له.
أما قرارات اليونسكو، وهي جهد بذلته الدبلوماسية الأردنية انطلاقاً من الوصاية الهاشمية، فهي قرارات لها من الأهمية بأنها تؤكد على إجماعٍ عالميٍ على عروبة المدينة المقدسة، وكان آخرها قرار اليونسكو الذي أعاد التأكيد على اعتبار جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة، وكما طالب القرار إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة للقدس وأسوارها، بالإضافة إلى أنّ القرار ثبّت المكتسبات في القرارات السابقة وعلى وجه الخصوص تثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد.
إن المبادرات الملكية، وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، توثق لجانب من دور موصول لملوك بني هاشم، الذين سعوا دوما، ويسعون، لأجل الإنسان العربي، ومبادئه، وقيمه،حمى الله مليكنا الهاشمي، ودام وطننا كريما..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-03-2022 11:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |