05-03-2022 11:05 AM
بقلم : مصطفى الشبول
من أجمل القصص و ربما يعرفها أو قرأها البعض، هي قصة إسلام عبدالله بن سلام الرجل اليهودي من بني قينقاع ...
فالحديث الذي يرويه أنس بن مالك قال : أن عبدالله بن سلام أتى رسول الله مقدمه إلى المدينة ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ؟ ، وما أول ما يأكل أهل الجنة ؟ , ومن يشبه الولد أباه وأمه ؟ , فقال النبي (ص) : أخبرني بهن جبريل آنفاً ،، فقال عبدالله بن سلام : ذاك عدو اليهود من الملائكة (يعني جيريل)... فقال (ص) : أما أول اشراط الساعة ، نار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب ، وأما أول ما يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد حوت ، وأما الشبه ، فإذا سبق ماء الرجل نزع إليه الولد ، وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها .
فقال عبدالله بن سلام :أشهد أنك رسول الله ، وقال يا رسول الله إن اليهود قوم بُهت (أي أهل افك وكذب،ويقولون ويفترون على غيرهم ما ليس فيه ) وإنهم إن يعلموا بإسلامي بَهّتوني، فأرسِل إليهم ، وسلهم عني .... فأرسل إليهم النبي (ص) وسأل : أي رجل ابن سلام فيكم ؟ ، فقالوا : حبرنا وابن حبرنا ، وعالمنا وابن عالمنا ، فقال (ص) : أرأيتم إن أسلم ، تُسلمون ... قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبدالله بن سلام وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .. فقالوا : انه شرنا وابن شرنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا .... فقال عبدالله بن سلام للنبي (ص) : ألم أقل لك بأنهم قوم بُهت ...
ليس للتشبيه ولكن هناك بعض الناس فعلاً بأنهم بُهت ، فمتى كان لهم مصلحة ومنفعة عندك تكون حبيبهم وقريبهم ويرفعوا صيتك وأسمك للسماء فإذا انتهت المصلحة أو تعارضت مع منافعهم يختلفوا رأساً على عقب ويطعنوك ويضعوا فيك ما ليس موجود ، بالأمس القريب كانوا يمدحون المدير العام، ورئيس العمل، والنائب، وصاحب السلطة والمال وهم على مكاتبهم و رأس عملهم، ولما خرجوا من عملهم وأنهوا دورهم وباتوا خارج السرب ، أصبحوا من المخربين والفاسدين والواقفين ضد المصلحة العامة ... ولنا في أوضاع الترشح والانتخاب صور ومشاهدات، فعندما يقوم المرشح ومن حوله بزيارتك للمؤازرة ،فإذا صارحتهم بأنك ملتزم مع مرشح آخر لأسبابك الخاصة تكون في نظرهم ضد المسار الصحيح يعني (ملعون والدين ) أما إذا بتقول له ابشر بالفزعة ( وأنت ملتزم مع غيره وما رح تصوت له) بتصير الشيخ أبو فلان ...
فالحذر الحذر من هذه الفئة، لأنهم يحاولون تغيير المسار الصحيح واللعب في البوصلة وقلب النوايا الحسنة وأول ما يطعنوا بمن وقفوا معه إذا لم يحصلوا على مُرادهم، وصدق من قال : لا تسيء الظن بشخص صامت ، فربما لو قرأت ما بداخله لوجدت أنه يود لك الخير أكثر من المنافقين حولك ...