07-03-2022 01:11 PM
بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
منذ القاء القنبلة الذرية الثانية في 8/8/1945 على ناكازاكي اليابانية بعد قنبلة هيروشيما في 6/6/1945 أي منذ 65 عاماً لم يتم استعمال القنابل النووية في الحرب، ومنذ هذا التاريخ وحتى عام 1990 سادت الحرب الباردة على العالم بين القطب الغربي والقطب اليساري روسيا والصين وحلفائها.
عدم استخدام السلاح النووي يعود لعدة أسباب فالسلاح النووي الذي لا تملكه الا بعض الدول مثل روسيا أمريكا بريطانيا فرنسا الصين كوريا الشمالية الهند الباكستان وإسرائيل يستعمل كسلاح ردع أي انه سلاح سياسي يستخدم للتهديد فقط. فالصور التي وردت من اليابان بعد القاء القنبلتين النوويتين مرعبة للغاية وتفرض حالة من التفكير والتوقف الجدي عند استعمال هذه الأسلحة وعدم السماح بإدخالها في الحروب التقليدية، فالدول التي تملك أسلحة نووية خاضت حروب كثيرة ومتعددة بعد الحرب العالمية الثانية ولم تقوم باستعمال هذا السلاح رغم حيازتها له. اما المسالة الثانية فهي وجود قناعة لدى الجميع بان استخدامها في هذا العصر سيكون مدمر للكرة الأرضية والبشرية بشكل عام ، وذلك لان الأسلحة النووية الحديثة أكثر تدميراً بالآلاف المرات من الأسلحة التي استخدمت في الاربعينيات ومن يملك هذا السلاح لديه القدرة للرد حتى لو انه لم يكن البادئ في استخدامها لهذا توجد قلعة كبرى امام ايه قرارات لاستخدام هذا السلاح للقناعة بان البادئ سيكون فاني ايضاً وهذا يعني انه لن يوجد منتصر في هذه الحرب. كما ان التفكير في الانتصار بعد بدء الحرب النووية مزعج ومخيف للغاية فلا أحد يستطيع ان يتصور كيف سيكون النظام الاجتماعي والإنساني اللاحق إضافة الى الخوف من التبعية والاضطهاد وسيطرت البعض على العالم واستمرار سلسلة الكراهية والحروب.
كما انه يجب ان ننوه بان استخدام أمريكا للسلاح النووي في الحرب العالمية الثانية أدى الى انهاء الحرب بعد استسلام اليابان حيث ان امريكا هي الدولة الوحيدة التي كانت تملك هذا السلاح، وبعد ذلك تم انشاء منظمة الأمم المتحدة وابرام اتفاقيات دولية للحد من انتشار السلاح النووي حول العالم وهناك رقابة دولية على ذلك وهذا أدى الى نوع من الاستقرار والسلام رغم انتشار الحروب في مناطق متعددة ولكن بشكل محدود.
قبل عام 1968 كان لدى أمريكا القدرة على تدمير 133 هدف في الاتحاد السوفيتي دون مقاومة ولكن الاتحاد السوفيتي استطاع عام 1949 تطوير أسلحة نووية وحاول عام 1962 زرع صواريخ نووية في كوبا مما كان سيؤدي الى حرب عالمية تم تجاوزها في اخر لحظة ، كما انه استطاع انتاج صواريخ عابرة للقارات في الثمانينات تصل الى أمريكا خلال دقائق معدودة وهذا ما دفع أمريكا الى توسيع حلف الناتو وايصال الأسلحة النووية الى نقاط قريبة من الحدود الروسية . كما استطاعت أمريكا في نفس الحقبة تطوير صواريخ عابرة للقارات ولديها القدرة على اختراق تحصينات نووية. كما طورت أسلحة دفاع متطورة للصواريخ، وفي عام 1987 توصل الرئيس الروسي غورباتشوف والامريكي رونالد ريغان الى اتفاقيات للحد من نشر الصواريخ المتوسطة المدى في العالم START.
وبدأ العالم في التفكير بجدية في أهمية الردع النووي، وفي هذه الاثناء استطاعت للأسف الهند والباكستان وكوريا الشمالية تطوير أسلحة نووية وحاولت دول عدة الحصول على تقنية السلاح النووي وأفضل مثال على ذلك محاولة إيران الحياز على هذا السلاح. ان انتاج أسلحة حديثة كالقنابل الهيدروجينية والفراغية قد يعوض عن استعمال الأسلحة النووية في الحروب التقليدية فهي من جهة تدميرية بشكل كبير ولكن قدرتها التدميرية محدودة الى حد ما. مع التنويه الى ان استعمالها كان وسيكون ضد اهداف عسكرية ومدنية في ان واحد. انه لمن المعروف ان روسيا تملك 4497 راس نووي فعال و1760 مجهز للتفكيك منها 1458 محمولة على صواريخ او غواصات، وامريكا تملك 5500 راس نووي وليس معروف اعدادها في أوروبا حالياً.
ان قيام روسيا باجتياح أوكرانيا قبل أسبوعين وتهديدها بحرب عالمية ثالثة ستكون نووية هو امر غير مسؤول فلو حدثت حرب عالمية فلن تكون نووية بالتأكيد، كما ان أجهزة الاستخبارات الغربية لم تلاحظ حتى الان اية تحركات نووية من روسيا وكان الهدف من هذا التهديد هو دعائي ومن اجل الحصول على مكاسب سياسية في الحرب الأوكرانية الروسية وتخويف الغرب والضغط عليه بما يخص ازمة اوكرانيا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-03-2022 01:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |