08-03-2022 08:45 AM
سرايا - تغييرات كثيرة جرت بالعالم بعد أن أستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ ضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلنين بعد مأدبة طعام رؤيتهما لنظام دولي جديد تكون موسكو وبكين في صميمه "غير مقيد بالقوة الأميركية"، حسب تعبيرهما.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن محادثات الطرفين "كانت لحظة حاسمة" في الأحداث التي بلغت ذروتها بعد 20 يوما من المأدبة، مع الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أطلق العنان لأسوأ حرب في أوروبا منذ عقود وهزات في موازين القوة العالمية.
وعلى الملأ، تعهد شي وبوتين بأن صداقة بلديهما "ليس لها حدود"، كما وأعلن الزعيم الصيني أنه لن يكون هناك "أي تردد" في شراكتهما.
وتقول الصحيفة إن هذا الموقف ربما شجع بوتين، "وربما عن غير قصد"، على المقامرة بالذهاب إلى الحرب لإخضاع أوكرانيا.
وقبل الغزو وبعده بوقت قصير، بدت بكين متعاطفة مع مطالب موسكو الأمنية، وسخرت من التحذيرات الغربية من الحرب واتهمت الولايات المتحدة بمضايقة روسيا.
لكن على مدى الأسبوعين الماضيين، تقول الصحيفة، إن الصين سعت إلى الابتعاد قليلا عن روسيا. وقد خففت من لهجتها، معربة عن حزنها إزاء الخسائر في صفوف المدنيين.
وقد قدمت نفسها كطرف محايد، داعية إلى محادثات السلام وإلى وقف الحرب في أقرب وقت ممكن.
ونقلت الصحيفة عن، بول هاينل، المدير السابق لملف الصين في مجلس الأمن القومي الأميركي "ردا على سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس الصيني يعلم بالغزو الروسي "إذا كان يعرف ولم يخبر الناس، فهو متواطئ، أما إذا لم يخبره بوتين، فهذه إهانة".
"شي كان يعرف"
وقالت الصحيفة إن هناك معلومات استخباراتية غربية تشير إلى أن المسؤولين الصينيين أبلغوا نظراءهم الروس في أوائل فبراير بعدم غزو أوكرانيا قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان بوتين قد أبلغ الرئيس الصيني مباشرة بأي خطط للغزو.
ورفضت الصين هذه التقارير ووصفتها بأنها "أخبار مزيفة".
مع هذا، تقول الصحيفة إن الغزو فاجأ على ما يبدو الكثير من المسؤولين الصينيين، ونقلت عن خبراء قولهم إنه حتى لو كان الرئيس الصيني يعرف أي شيء عن خطة بوتين، فربما كان يتوقع من موسكو أن تقصر إجراءاتها على المناطق المجاورة لروسيا في أوكرانيا.
ونقلت عن، يون صن، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث قوله إن الصينيين "لم يتوقعوا غزوا واسع النطاق".
ويقول خبراء تحدثت إليهم الصحيفة إن "انتقاد روسيا بدأ ينظر إليه ولو على نحو محدود في الصين على إنه انتقاد للرئيس الذي يعتبر صديقا لبوتين".
وبينما أدانت الحكومات في جميع أنحاء العالم بوتين، وجهت بكين انتقاداتها إلى الولايات المتحدة وحلفائها، حتى أنها تجنبت وصف تصرفات السيد بوتين بأنها غزو.
لكن في الأيام الأخيرة، بدأت لغة بكين في التحول، مما يعكس الرغبة في تجنب الوقوف بالقرب من بوتين، بحسب الصحيفة.
وعدل المسؤولون الصينيون دعواتهم للاستجابة لأمن روسيا، مشددين على أنه "يجب احترام المخاوف الأمنية المشروعة لأي بلد". وما زالوا لا يستخدمون كلمة "غزو"، لكنهم اعترفوا بوجود "صراع بين أوكرانيا وروسيا".
كما سعت الصين إلى وضع نفسها كوسيط محتمل، وإن كان ذلك حتى الآن بعبارات غامضة فقط. وقال وانغ، وزير الخارجية الصيني، للصحفيين يوم الاثنين أن بكين مستعدة "للعب دور بناء" في إجراء محادثات سلام.
وقد جاءت جهود الصين للنأي بنفسها عن روسيا بعد فوات الأوان، كما قال جيراسيمشوك، للصحيفة، الذي أكد أن الصين ستنتظر لترى من انتصر في الحرب وستسعى لتحسين العلاقات مع الفائز.
وأضاف "ما زالوا يريدون أن يبقوا محايدين نوعا ما، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا".
علاقات قديمة
في عام 1992، كانت الصين من بين أوائل الدول التي أقامت علاقات مع أوكرانيا المستقلة حديثا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وتحولت إلى أوكرانيا كمورد رئيسي للذرة وعباد الشمس وزيت بذور اللفت، فضلا عن تكنولوجيا الأسلحة.
وحتى على مدى السنوات الماضية، ومع دعم أعداد متزايدة من الأوكرانيين الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لم يثر الدبلوماسيون الصينيون اعتراضات مع كييف.
ونقلت الصحيفة عن سيرجي جيراسيمشوك، المحلل في منظمة "أوكراني بريزم"، وهي منظمة أبحاث السياسة الخارجية في كييف قوله إن أوكرانيا "تحاول الجلوس على السياج وتجنب أي قضايا حساسة مع بكين، وتتوقع الشيء نفسه من الصين".
وقبل شهر واحد فقط من قمته مع بوتين، أشاد الزعيم الصيني بالعلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا التي استمرت 30 عاما.
وقال شي في رسالة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 4 يناير "أعلق أهمية كبيرة على تطوير الشراكة الاستراتيجية الصينية الأوكرانية".