08-03-2022 09:50 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لقـد سـطّرت المـرأة الاردنية أسـطراً مـن نـور في جميـع المجـالات ولا زالـت المـرأة تكـد، وتكـدح وتُسـاهم بكـل طاقاتهـا في رعايـة بيتهـا وأفـراد أسرتها ،فهي الأم التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجـة التي تٌدير امور المنزل وتوجه اقتصادياته، وهي البنت أو الأخت، وهذا يجعـل الـدور الذي تقوم به المرأة في بناء المٌجتمع ، دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته.
إن قُدرة المرأة على القيـام بهـذا الـدور تتوقـف علـى نوعيـة نظـرة الم ُ جتمـع إليهـا والإعتراف بقيمتها ودورها في الم ُ جتمع وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلـم ومعرفـة لتنميـة شخصـيتها وتوسـيع مـداركها ومـن ثـم يمكنهـا القيـام بمسؤولياتها تجاه أسرتها وعلى دخول ميـدان العمـل، والمشـاركة في مجـال الخدمـة العامة وفي مجالات الحياة بكافة اشكالها وقد اثبتت المرأة من خـلال الأعمـال التـي تقوم بها انها على قدر عال من المسؤولية وان الصعاب التي يمكن ان تواجههـا في أي مجال كان لا يمكن ان تثنيها عن القيام بواجباتها تجاه المجتمع التي هي جزء هام فيه ولا يمكـن التغاضــي عنهـا في أي دور مــن ادوار الحيــاة وان عجلـة النمــاء والتنميــة والازدهار لا يمكن لها ان تتحرك بدون ان يكون للمرأة دور في عملية تحريكها وان المٌجتمعات العربية لازالت تُنعت بأنها مٌجتمعات ذكورية لا تفسح مجـالاً كبيـراً ، أو واسعا للمرأة لتأخذ مكانها كما تريد إلا في مجالات ضـيقة للحركـة والنشـاط حيـث حشرها المجتمع في زوايا معينة وكانت مهمتها فقط خدمـة الرجـل وتربيـة الأطفـال، والقيام بالأعمال المنزلية كالطهي، والنظافة مما ترك أثراً كبيراً في التعامل معها بطرق بدائية، أو سطحية مؤلمة نازعين عنها العقل والذكاء والتفكير، بل ان هنـاك كثيـر مـن الرجال ينظرون اليها، أو يتعاملون معها وكأنه تتملكهم غريزة حب الانتقام رغم انهـا صانعة الاجيال، مما يولد حقداً وعداء ً تجاهها يساعد علـى اهتـزاز كرامتهـا وكيانهـا، ويجعلها بشكل عام ضعيفة الثقة بنفسها حتى وان كانت علـى قـدر عـالي مـن الثقافـة والحنكة، والذكاء. لقد أقر الجميع بقدرة المرأة الأردنية العملية والعلميـة في كافـة المجـالات التـي انخرطت فيها وبكل كفاءة واقتدار، وان مرحلة جديدة قد بدأت من أجل دعم المرأة في كافة المجالات، وكافة المحافل الدولية، والعربيـة والمحليـة والأخـذ بيـدها، وان هذه المرحلة تتطلب من الجميع في المٌجتمـع الأردني نساء قبل الرجال ، أن لا ينتظـر حتـى يقـدم الـدعم للمرأة بل علية أن يدعم جهودها ودورها بكـل مـا أوتي مـن قـوة مـن أجـل أن يـنهض المٌجتمع، والوطن والتي تٌعتبر المرأة جزء لا يتجزأ منة بل المجتمع كله .
ولأن ما تعرضت له المرأة خلال العقـود الماضـية مـن تهمـيش وإقصـاء لـدورها الحيوي وعدم لإهتمام بشؤونها كان مدعاة من اجل مطالبـة للمـرأة للوصـول إلـى مواقع متقدمة في السلطة وصنع القـرار، وهـذه المطالبـة لـم تكـن مـن مطالـب العدالـة والديمقراطيـة بـل هـي شـرطا ضـروريا مـن شـروط مراعـاة مصـالح المـرأة، فإقصـاء المرأة، وعدم إشراكها في صنع القرار، أو العمليـة السياسـية يجعـل تحقيـق الأهـداف المتمثلـة في المسـاواة والعدالـة منقوصـة، وصـعبة المنـال، ومـن خـلال ذلـك جـاء الإهتمـام بـدور المـرأة في المجتمـع كافـة، وعلـى جميـع مستوياته ، خاصة بعد ان اكملت الدولة عمرها المائة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-03-2022 09:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |