09-03-2022 10:10 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
في عصر السرعة وتطور التكنولوجيا بشكل مذهل ، تجد ان هناك مٌتغيرات جمة اخذت في طريقها كثير من الاشياء ، فيما بدت اخرى بانها بحاجة إلى اللحاق بها ، فالوقت كالسيف ان لم تطوعه في صالحك حتما سيقطعك وتصبح في ذيل الاخرين .
في ظل هذه السرعة وارتفاع وتيرة السباق فان الشرطة الاردنية كانت سباقة في مواكبة التطور السريع ومزاوجة الاداء مع عناصر الرقمية وتطورها ، في ظل منظومة كبيرة من الامن التي ينضوي تحتها عناصر هامة تشكل الجسم الشرطي الانيق ، فتفرع العمل في كل اتجاه سواء شرطيا او اجتماعياً او رقمياً ، او اعلاميا حديثا يواكب الحدثويجاريه بحيث يصبحالاعلام قوة ناعمة تنعكس ايجابا عليه وعلى افراده ، وفي خضم هذا التطور لم يغيب العمل الانساني عن هذا الاداء الذي يتمتع بمصداقية عالية سمتها الانسانية والرحمة ومد يد العون والمساعدة لكل من طلبها ، ومن لم يطلبها من باب المبادءة والمبادرة .
بالامس ارتقى الملازم مساعد الشمري رجل امني شرطي انساني إلى الرفيق الاعلى ، راضياً مرضياً ، بعد ان شكل استشنائية في العمل الانساني ، فقد كان انسان في رجل ، بل كان مجموعة انسان ، فالراحل من بيننا كان يسعى وبكل ما اوتي من قوة للوصول إلى المٌحتاجين اينما كانوا ، ويسارع لاغاثة الملهوف وطالب الحاجة والعدالة ، في حين كان هذا الانسان لا يتوانى عن الاستجابة بكل اشكالها ، سواء كانت من خلال مٌثير او بدونه ، منطلقاً من ان كل انسان بحاجة إلى شئ قد لا يتمكن من الايفاء به ،جراء ضيق ذات اليد او عدم القدرىة إلى الوصول الى مٌبتغاه .
مساعد الشمري قبل ان يرحل كان عنوان الانسانية جمعاء لا فرق بين اي منهم هدفه تلبية نداء اي مٌحتاج ،لا يأبه باي ردة فعل قد تكون من أي انسان ، فالبعض نال منه الزمن وجثمت على صدره عاديات الزمن غير قادر على الوفاء باقل احتياجات الاسرة ، يبكى ويذرف الدمع حاراً جراء ما نال منه ، والرجل حينما تبكي فانها حالة اصبحت في مأزق ، في حين مساعد يسقط الدمع من مجاري عيناه الماً لما شاهد ورأى بامن عينه لاوضاع كثيرة لاسر محتاجة ، وافراد نال من اصابعهم زمهرير الشتاء ، ونال من وجوههم حر الصيف .
اليوم وقد رحل مساعد الشمري عن الدنيا ، وترك دمعه يجري على كل مكان نال منه الزمن ، حاضراً في قلب كل من له سمع ، وشهد على ما قدمه مساعد للكثير من الافراد ،اي كان شكله حرفاً او دعماً او دموع عزيزة على كل فرد في هذا الوطن الاعز ، فنحن احوج الى كل مساعد ليقوم بدوره في المٌجتمع بكل قوة واقتدار حتى يقوى عوده وينهض .
مساعد الشمري ( مجموعة انسان) وكل رجل في الامن العام هو مجموعة انسان ، يشعر مع كل فرد واسرة بما لديها من ظروف ومشاكل واحتياجات ، فان رحل مساعد الشمري فان الامن العام كل يوم يولد من رحمه مساعد اخر ، يٌلبي النداء ويكرم الضيف ، ويأخذ بيد كل مكلوم وطالب عدالة وحق ، فالحكمة عندهم ان اصاب اي انسان اردني مكروه ، فان الجسم الامني يتداعى بالسهر عليه .
مساعد الشمري رحمك الله وقد ترجلت ولك ذكرى خالدة لن يسناها الرفاق ،ولن ينساها كل ذي حاجة وطالب عون مددت يدك البيضاء له ذات يوم .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-03-2022 10:10 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |