09-03-2022 10:17 AM
بقلم : الدكتور علي الصلاحين
لا أعتقد أن أي محلل في العالم توصل إلى سبب مقنع لشن الحرب والاجتياح وقصف المدن، وضرب الاقتصاد الروسي على نحو مريع، وعزل موسكو عزلة سياسية غير مسبوقة في ذروة الحرب الباردة. إلى أين يمكن أن يمضي بوتين في هذه الحرب، وكيف يمكن أن يخرج منها ثمن الانتصار سوف يكون مرعباً، وثمن الهزيمة سوف يكون رهيباً. ومنذ الآن يمكن القول إن الرئيس الروسي خسر الحرب الإعلامية، وفقد الصورة الباهرة التي كان قد رسمها لنفسه في العالم. وأي انتصار سوف يكون عسكرياً ولا يطاق مدنياً، لأنه باختصار يعني ملايين البشر مباشرة على مدى امتداد أوروبا شرقها وغربها.
وبعد نحو قرابة أسبوعين على المشهد القتالي الهائل، لم يحقق بوتين شيئاً جبهة تتدافع فيها الدبابات والمصفحات والميغ والسوخوي والصواريخ البعيدة والقصيرة المدى ذات القدرات التدميريةالهائلة وركام الاسطح والبنايات والجثث الملقاة وآلاف الأطفال والنساء والشيوخ كبار السن وجبهة سياسية دولية محتمعة يتقدمها مجلس الأمن، ثم أوروبا، ثم زعماء العالم، أين يمكن البحث عن الانتصار؟ وكيف يمكن العودة إلى حالة طبيعية بين الروس والأوكرانيين وماذا يحدث إذا خرج بوتين رابحاً أي أخضع أوكرانيا، وماذا يحدث إذا خرج خاسراً، وكيف سيبدو رئيس روسيا وسيد الكرملين إزاء ممثل كوميدي سابق، اعتبر انتخابه نكتة فإذا هو نكسة للرجل القوي؟
أظهر الكرملين مدى إصابته عندما قفز فوراً إلى الحديث عن السلاح النووي هذا موضوع في غاية الخطورة، عادة ما يحكى به في نهاية الورطة لا في بداياتها. غير أن السيد لافروف كاشف الأسارير المنفرجة، سارع إلى التلويح والتهديد بالنووي، ليس في وجه أوكرانيا، لأن تسريبة نووية سلمية كافية لإبادتها، ولكن في وجه العالم الغربي واحلافه أجمع. إذ لم يعد هناك شيء يمكن أن يسمى سلاحاً نووياً موضعياً، مهما كان غضب السيد لافروف، الوجه المعبر عن السياسة الروسية الخارجية.
الموجع هو السلاح الذي يمكن استخدامه. السوق المالية في موسكو لأطول فترة في تاريخها، والروبل خسر 30 بالماية من قيمته، والبنك المركزي الروسي رفع سعر الفائدة إلى 20 بالماية. كل حرب ذات اتجاهين. وكل خوف وكل خسارة. وما بين الروس والأوكرانيين ليس من يصمد أكثر، بل من يخسر أكثر كلما طال صموده.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-03-2022 10:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |