12-03-2022 09:53 AM
سرايا - الشاعرة مريم الصيفي
كان لي لقاء في رمضان عام 1997 في الإذاعة الأردنية..
بعد ذلك بأسبوعين فوجئت باتصال من الصليب الأحمر. وقالوا لي لك رسالة من سجين في سجن الكويت المركزي فاستغربت.. لا أعرف أحدا هناك..ذهبت واستلمت الرسالة.فإذا بها من سجين شاعر عراقي اسمه ناجي الجبوري.وقال لي في رسالته إنه سمع لقائي في الإذاعة.. وعرف عن صالوني الأدبي.. وتمنى علي أن يرسل لي قصائده أقرأها في الصالون ليعرف رأي النقاد في شعره..
رددت على رسالته.. وقبل وصول ردي كان قد أرسل رسالتين أيضا..
بدأنا نتواصل وتطورت بيننا علاقة حميمة فأصبح يناديني أمي الحبيبة حيث أحس بعاطفة الأمومة التي افتقدها في سجنه..
أصبح يخبرني عن زملائه في عنبر 3 في السجن.. وأنهم يهدونني تحياتهم.. فقلت له أنا أيضا أحييهم.. ومن أراد مراسلتي فسوف أرد عليه.. وأصبحت أراسل عددا كبيرا منهم..
لقد أرسلوا لي رسائل لمنظمة العفو الدولية.. وللصحف حيث نشرت عنهم في أكثر من صحيفة.. وكذلك أرسلوا رسائل استرحام لبعض الملوك والرؤساء..وأوصلت تلك الرسائل..ونشرت عنهم في الصحف كذلك..
قال لي أحدهم في رسالة..جاء يوم العيد..وجاء مندوب الصليب الأحمر.. وكانت الرسائل لعنبر ثلاثة كلها منك.. فقلنا أهلنا لم يتذكرونا في العيد.. وتذكرتنا مريم الصيفي ببطاقات معايدة..
كان من ضمنهم أربعة فلسطينيين.. مفرج عنهم ولكن عليهم الخروج من الكويت.. ولم تقبل بلدان الوطن العربي بهم لأنهم يحملون الوثيقة الفلسطينية في غزة. ولا يستطيعون مغادرة السجن في الكويت...قبلت بهم اليمن وغزة وسافروا بعد فترة..
ناجي من خلال رسائله أعطاني عنوان أهله في البصرة..وحين كنت أشارك في مهرجان المربد في العراق ذهبت إلى البصرة وطلبت من أحد الأصدقاء أن يرافقني إلى العنوان..والتقيت مع أم ناجي لقاء سماه صديقنا بأنه قصيدة...
التقيت ناجي للمرة الأولى في مطار عمان حين أفرج عنه عام 2001.. ولم يسمح لي أن أستضيفه.. بل بقي في المطار وسافر في اليوم التالي إلى بغداد..
بعد ذلك التقيته في البصرة في مهرجان المربد.. وتعرفت إلى خطيبته وهنأتهما.. وبقينا على تواصل. ورزقه الله ولدا وبنتين.. وكان يراسلني ويخبرني عنه وعن أسرته حتى عام 2008..حيث توفي..
في كتابي (دقات على بوابة القلب)، وثقت ذلك وضمنت الكتاب تلك الرسائل..