حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,24 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2016

نص ولكن …!

نص ولكن …!

نص ولكن …!

12-03-2022 10:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : لما صالح
ظاهرة لم يعد النقاش فيها مجديا ظاهريا تتلخص بعزوف الطلبة وذويهم عن اللغة العربية، بل الأخطر نظرتهم أنها ليست ذات جدوى على أرض الواقع !
والحجة في ذلك أنها صعبة ومملة ومليئة بالقواعد وليست موصولة بواقعهم، وفي تحليل بسيط لكل كلمة من تلك الاتهامات نجد أننا أمام شبكة حالها كحال خيوط العنكبوت، ولكن لو مرّ المقارن بين اللغتين على أولى درجات التواصل ووقف عند النص ماذا سيجد ؟!!
مناهجنا تخلو من النصوص… تصفح بسيط لمثقف قارئ محبّ للأدب عدا عن دارس حقيقي للأدب واللغة سيجد لا محالة فقرا مخيفا للنصوص الأدبية في كتب اللغة، فالمشكلة ابتداء ليست مشكلة كتاب وطباعة ومخرَج ليس مشجعا للدراسة وإنما في نصوص وضعت خطأ في كتاب اللغة.
ولبيان الأمر فإن كتبنا المدرسية تعج بعناوين من مثل : العين معجزة ، المركز الجغرافي، الأرصاد …، الرفق بالحيوان . وهذه النصوص عادة تصنف تحت بند المقالات وللأسف ليس الهدف من وضعها بهذا الكم هو تعليم كتابة المقال وإلا لوجد مبررا لوضعها، ولا تقف المشكلة هنا فالملاحظة الأولى أن هذه النصوص تعطي نموذجا وصورة كاذبة لغير العارف عن اللغة ليقول نصوص العربية مملة. وهو بناء على ما بين يديه صادق !
لكن الأمر أعظم من ذلك وليته يقف هنا؛ فالمعضلة الحقيقية فيها أنها لا تتعدى درجة الاستيعاب فلو قلبت النص رأسا على عقب لن تجد الا إجابات أسئلة استيعابية بسيطة ماذا ؟ من ؟ لماذا ؟ متى ؟ كيف ؟ أو بالكاد تقع على تشبيهين بسيطين أو ثلاثة .
ليكون السؤال هل الغرض من النص هو استيعاب أفكاره البسيطة الرئيسة والبحث عن تشبيه او طباق أو ترادف ؟؟!!
هذه النصوص بصورتها الحالية تمنع التفكير لكونها تقتصر على بدائيات الاستيعاب القرائي، ونظرا لغياب جماليات التذوق الأدبي فيها فإن واضعها يضطر إلى وضع أسئلة يطلب فيها البحث عن الطباق والترادف وغيرها لكي لا ينزع صفة اللغة عن النص مفرغا ذلك من وظيفته؛ فالطباق والترادف في النصوص الأدبية يوضع عادة لتحقيق غاية جمالية فكرية وليس عبثا،وضعا يكون له صلة بالفكر أو الأفكار التي يعالجها النص .
وفي سياق الحديث عن الفكرة والفِكر فشتان ما بينهما وهنا مأخذ آخر على تلك النصوص الموضوعة بهذه الصورة فهي تقدم معلومات عامة وأفكارًا بعيدا عن الفكر .
وفيما يتصل والقلة القليلة من النصوص الأدبية الموضوعة في الكتب فتلك حكاية أخرى على النقيض من سابقتها في تقعر المفردات وغموضها الزمني غير المستخدم مما ينشِئ تناقضا غريبا في الكتاب نفسه.
ولعل المنشود في هذا السياق هو البحث عن نصوص أدبية بحق على اختلاف نوعها مقالات خواطر يوميات شعر قصص رسائل، ولا بأس إن كانت مقتطفات منها شريطة أن تلبي شرط النص بما يطرحه من فكر ويثير من تساؤلات ويغوص في اللغة من جماليات تتصل اتصالا وثيقا بالموضوع؛ كأن تفسر كثرة الطباقات على سبيل المثال لا الحصر في إحدى النصوص حيرة الشخصية التي يصورها وقلقها؛ أو تدرس جماليات وصف المكان أو الشخصيات والمفردات والتعابير الملائمة لذلك.
ننشد نصا خلاقا بفكره وجماليات لغته ومستويات التفكير التي يفرضها على القارئ.
نحتاج نصوصا رقيقة في أسلوبها، انسيابية في جمالها، عميقة في فكرها، نصوصا تعلم الحوار ، وتثير الخيال والصورة بدقة وصفها، ترسم زمنا لم نعشه وتناقش وتخطط واقعا معيشا بلغة جميلة.
وهذا ليس خياليا فالمكتبة العربية ملأى بأروع وأجمل النصوص، ولا يخفى أن كثيرا من الروائع العربية ترجمت إلى لغات أخرى مما لا نجد له سطرا في مناهجنا، أو كأن الأدب اقتصر على أسماء معينة دون ذكر وأقفل الباب.








طباعة
  • المشاهدات: 2016
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-03-2022 10:39 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم