12-03-2022 02:18 PM
بقلم : أدهم نجم
ها نحن اليوم على أعتاب المئوية الثانية نودع ما مضى بكل ما فيه .. نفخر بانجازاتنا كدولة و نتعلم مما قد جانبنا الصواب به .. على مدى المائة عام توالت التحديات والامتحانات التي مر بها الأردن ونجا منها باستخدام أدواته السياسية ومواقفه الحازمة تارة واللينة بدملوماسية تارة أخرى .. حقبٌ مرت منذ تأسيس الدولة اختلفت فيها الرجالات وتعددت السياسات لكن الموقف كان واحد والطريق واحد .. الأردن منذ تأسيسه الى يومنا هذا عانى من مشاكل عدة وأثقل كاهله قضايا عدة أهمها وأعظمها القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها فقد كان النهج الهاشمي واضحا بما يتعلق بالسلم والحل الشامل العادل لدولة فلسطين التي نفخر بأننا لنا باع طويل بدعم القضية وتحمل الصعوبات الناتجة عن موقفنا .. من القضايا الهامة أيضا والجوهرية التي تمس المواطن الأقتصاد الذي بات مرهقا نتيجة تراكمات سياسات خاطئة وما تشهده المنطقة ككل من زعزعات لأمنها على كل الأصعدة.
كل ذلك أضحى من الأمس .. الآن علينا كدولة وأفراد أن نقف جنبا الى جنب من أجل التعرف على مفاتيح النجاة للمئوية الثانية .. إن الاهم في بواكير السنوات القادمة التركيز على إستعادة الثقة بالحكومات فهي أول درجة للتعافي إقتصاديا .. فالمواطن عندما يرى أن الحكومة بالفعل قادرة وساعية من أجل اجتثاث كل ما يعكر أمن اقتصاد الدولة وتثبيت دعائم وركائز الاستقرار المالي سيسعى هوالآخر من أجل زيادة الوعي المجتمعي والترقي بالدولة ككل.
من اللوازم الهامة في المرحلة القادمة التقليل من الشعارات الرنانة والإلتزام بخطة عملية واقعية تمس المواطن بشكل مباشر وتنعكس على حياته اليومية.
التحول الرقمي الكامل للدولة أيضا من الاشياء التي يجب ان تكون في أولويات الخطة العشرية فقد اصبحت التكنولوجيا هي الأساس في كل المجالات توفيرا للوقت والجهد وبالتالي زيادة الكفاءة.
على مدى المائة عام كان الأردن يستثمر بالعقول فنرى كثيرا من الكفاءات الأردنية التي قادت كبرى الشركات والمشاريع بكل المجالات تميزت وأثبتت وجودها .. ولكن للأسف السوق الأردني أو المضمار العملي في الأردن لا يحتمل نسبة كبيرة منهم فنرى أن تصدير العقول أصبحت ظاهرة منتشرة نتيجة لمعدلات البطالة التي أيضا تعد مرتفعة ومقلقة .. لذلك من الضروري التركيز على استثمار هذه العقول في الداخل فهم ركيزة أساسية في البناء والترقي بالمجتمع والدولة.
هناك الكثير مما نريده من المئوية الثانية بالاضافة لما ذكر .. يتمثل بأننا نريد أن يبقى الأردن آمنا منيعا في وجه التحديات والصعوبات القادمة والمحيطة .. كشاب على أعتاب الثلاثين أحاول أن أبقي على التفاؤل وأدعو دائما أن يكون الأردن كما نريد مزدهرا كما هو مستقرا محتضنا لأبنائه وملاذا آمنا لمن قصد.
للقادم نرجو عله خير
أدهم نجم