12-03-2022 03:32 PM
سرايا - قالت مصادر إن وكالات مخابرات غربية تحقق في هجوم إلكتروني شنّه قراصنة مجهولون عطّل الوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية العريضة النطاق في أوكرانيا بالتزامن مع الحرب الروسية عليها، حسب تقرير لوكالة "رويترز" (Reuters).
ويقوم محللون من وكالة الأمن القومي الأميركية، ومنظمة الأمن السيبراني الحكومية الفرنسية المعروفة باسم "آنسي" (ANSSI)، والمخابرات الأوكرانية بتقييم للكشف عما إذا كان التخريب عن بُعد لخدمة مزود الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من عمل قراصنة تدعمهم الدولة الروسية يستعدون لساحة المعركة من خلال محاولة قطع الاتصالات.
وبدأت الغارة الرقمية على خدمة الأقمار الصناعية في 24 فبراير/شباط بين الساعة الخامسة والتاسعة صباحًا بتوقيت أوكرانيا، تمامًا عندما بدأت القوات الروسية الدخول وإطلاق الصواريخ وضرب المدن الأوكرانية الكبرى بما في ذلك العاصمة كييف.
ولا يزال النظر في العواقب قيد التحقيق، لكن أجهزة "مودم" الأقمار الصناعية التابعة لعشرات الآلاف من العملاء في أوروبا تعطلت، وفقًا لمسؤول في شركة الاتصالات الأميركية "فياسات" (Viasat) التي تمتلك الشبكة المتضررة.
وعطل المتسللون أجهزة المودم (موزع الخدمة) التي تتصل بالقمر الصناعي "كيه إيه-سات" (KA-SAT) التابع لشركة فياسات، الذي يوفر الوصول إلى الإنترنت لبعض العملاء في أوروبا، بما في ذلك أوكرانيا.
وقال مزودو خدمة الإنترنت لرويترز إنه حتى بعد أكثر من أسبوعين ظل البعض غير متصل بالإنترنت.
وتبدو كإحدى أهم الهجمات الإلكترونية في زمن الحرب التي كُشف عنها علنًا حتى الآن وأثارت اهتمام المخابرات الغربية، لأن شركة فياسات تعمل كمقاول دفاعي لكل من الولايات المتحدة والعديد من الحلفاء.
وتظهر العقود الحكومية التي راجعتها رويترز أن "كيه إيه-سات" وفرت الاتصال بالإنترنت لوحدات الجيش والشرطة الأوكرانية.
وقال بابلو بروير، وهو تقني سابق لقيادة العمليات الخاصة الأميركية المعروفة باسم "سوكوم" (SOCOM)، إن قطع اتصال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يمكن أن يعيق قدرة أوكرانيا على محاربة القوات الروسية.
وأضاف بروير "أجهزة الراديو التقليدية الأرضية هي طريق الاتصال الوحيد حتى الآن، لكن إذا كنت تستخدم أنظمة ذكية حديثة، وأسلحة ذكية، وتحاول القيام بمناورات أسلحة مشترك، فعليك الاعتماد على هذه الأقمار الصناعية".
ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على الفور برسالة تطلب تعقيبًا، حيث رفضت موسكو مرارًا مزاعم مشاركتها في هجمات إلكترونية.
وقال موقع فياسات -في بيان- إن الانقطاع الذي تعرض له العملاء في أوكرانيا وأماكن أخرى نجم عن "حدث إلكتروني متعمد ومعزول وخارجي"، لكنه لم يقدم بعد تفسيرًا مفصلًا وعامًّا لما حدث.
وقال المتحدث باسم الشركة كريس فيليبس، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "الشبكة مستقرة ونقوم باستعادة الخدمة وتفعيل المحطات بأسرع ما يمكن"، مضيفًا أن الشركة تعطي الأولوية "للبنية التحتية الحيوية والمساعدات الإنسانية".
ووفقًا لما قاله ياروسلاف ستريتيكي، الذي يدير شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية التشيكية "إن تي في" (INTV)، فيبدو أن أجهزة المودم المتضررة معطلة تمامًا.
وقال مسؤول فياسات إن التهيئة الخاطئة في "قسم الإدارة" في شبكة الأقمار الصناعية سمحت للقراصنة بالوصول عن بعد إلى أجهزة المودم، فأدى ذلك إلى تعطيلها.
وقال إن معظم الأجهزة المتضررة ستحتاج إلى إعادة برمجتها إما من قبل فني في الموقع أو في مستودع إصلاح، وإنه سيتعين تبديل بعضها.
واستعان موقع فياسات بشركة الأمن السيبراني الأميركية "مانديانت" (Mandiant)، المتخصصة في تتبّع المتسللين الذين ترعاهم الدولة، للتحقيق في الاختراق، وفقًا لما ذكره شخصان مطّلعان على الأمر.
وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، اشترت الخدمات العسكرية والأمنية الأوكرانية العديد من أنظمة الاتصالات المختلفة التي تعمل عبر شبكة فياسات، وفقًا للعقود المنشورة على "برو زورو" (ProZorro)، منصة الشفافية الأوكرانية.