بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ساعة بعد ساعه ينكشف الغطاء عن النظام العالمي الذي كان يُغطي نفسه عن شمس العدل والحقيقة بغربال ، وكم هو ظالمٌ هذا النظام العالمي ! يُصدِرُ الاحكام ويكيل الاتهام ، يُدينُ المظلوم ويُجَرِّمه ،
ويُبَرِّئُ المعتدي المُدان الغارق في كل الخطايا من اخمص القدمين الى اعلى الأذنين ويحترمه .

بالعين المجردة وعلى الهواء مباشرة ودون الحاجة الى رادارات أو كاميرات عالية الجودة والدقه شاهدَ العالم صواريخ كروز منطلقةً من البحار القريبة والبعيدة متجهة متهادية بطيئة تسير بمحاذاة الجبال وفوق الصحراء المسالمة جداً وفوق نخيل العراق الى ان بلغت مداها منفجرة كالبركان حاملة مع غبارها ونارها ودخانها كل كائنٍ حي مختلطاً بالاشجار المنزوعة من الجذور مع التراب والأحجار .

اصواتٌ خافتةٌ بالكاد كانت تُسمَع وهي تسير في شوارع بعض العواصم مختلطةً بالسياح والزوار والمتسوقين والتجار ، بمشهدٍ لا اثر له على احد ،
وكل شيء كان ينتهي ويبقى بعض اثار ذلك المسير ، وهو بقايا من لوحاتٍ كرتونيةٍ كتب عليها شعارات تحمل عبارات ؛ لا للحرب ،،، اوقفوا العنف ،،،وبعض الكلمات الرقيقة الناعمه ، ثم ترُمى في نفس المكان، في الوقت الذي كانت شعوبٌ باكملها تتعرض لما تتعرضُ له اوكرانيا الآن ، بل أشدّ واكثر عُنفوان .

أُمُّ القنابل عندما أُلقيت من قاذفات بي ٥٢ اهتزت
لها جبال افغانستان التي كما يقال انها ليست فقط احدى اهم السلاسل الجبلية على الكرة الارضيه ،
بل ام الجبال ، لم يهتز لها ضمير احدهم عندما تم عرضها على شاشات التلفزة العالمية ، بل اهتزت الرؤوس لها إعجاباً وتعظيما وهيبه .

مجرد اشتباه بأنه ربما كانت احدى الصواريخ التي أُطلقت على اوكرانيا هي من نوع كروز ، مباشرة تحركت القوى العالمية الفاعلة المؤثرة صاحبة القرار بطلب التحقيق في هذه الشبهة الاجرامية وذلك لاتخاذ ما يلزم من اجراءات عقابيه اضافية على هذا العمل اللانساني بحق الشعب المعتَدى عليه بهذه الطريقة الوحشيه .

فما بال هذا الضمير الحي لم يصحو يوم كانت القنابل العنقودية والفوسفورية وكل انواع لا اقول الاسلحة المحرمةِ بل اسلحة الدمار الاجراميه ، حين كانت تلقى على الابرياء في وضح النهار وبكامل الحريه !! اين كان ضمير العالم واين كانت ضمائر الانسانيه !!!
والجواب ربما يكون قد جاء على لسان احد المسؤولين العالميين الكبار عندما قال واصفاً ما يتعرض له الاوكرانيين ان هولاء ناس حقيقيين ،،،
هل كان يعني بان ما كان يحصل قبل هذا من دمار وتنكيل وتهجير وتقتيل لم يكن سوى إجراءٌ بحق شعوبٍ بنظره ونظرِ نُظراءه انهم اعداد من البشر هامشيين !!!
يوسف رجا الرفاعي