13-03-2022 01:17 PM
بقلم : اللواء المتقاعد عودة ارشيد شديفات
هي من أكثر المصطلحات التي أثارت جدلا ً واسعا ً حول تحديد معناها و هي تستخدم لوصف استخدام و إدارة المعلومات بقصد الحصول على ميزات تنافسية على العدو ، و قد تتضمن جمع المعلومات الاستراتيجية ، و التأكد من صلاحية المعلومات الموجودة و نشر دعايات و إشاعات و معلومات مغلوطة و خاطئة لاحباط العدو و شل معنوياته و قدراته القتالية ، و تشكيكه بالمعلومات الموجودة لديه الى جانب محاولة حرمان العدو من استخدام نظم المعلومات وهذه الحرب قد تكون بين اشخاص أو ضد أشخاص أو مؤسسات أو دول و أحيانا ً تتجاوز إلى أحلاف أو منظمات و إتحاد دولي و هكذا .
إن المتابع لما يجري في الحرب الروسية على اوكرانيا سواء قبل بداية العمليات العسكرية على الأرض أو بعد بدء العمليات العسكرية و خلال ساعاتها و أيامها التي ربما تجاوزت كل التوقعات من الطرفين المحارب و المدافع ، المراقب و الداعم ، و المؤيد و المحايد ، و كل ما يصدر من هؤلاء يتلقاه المواطن و المشاهد و المتابع ، و أصبح الجمهور المستهدف كل من يصل إليه بث القنوات التلفزيونية ، أو شبكات التواصل أو أي وسيلة ناقلة للخبر و المعلومة و الصورة، و يمكن الوقوف على المشهد من خلال التدبر بمصادر المعلومات التي تتابع هذه الحرب بكل أبعادها و جوانبها و مخرجاتها فتجدها تصدر من رؤساء الدول أو نوابهم ، و رؤوساء الحكومات ، وزراء الخارجية و وزراء الدفاع ،و الوزراء المخولون،و المتحدثون الرسميون باسم أركان الدولة ، الجيش و نواب الشعب ، وعمدة المدينة ، حتى تصل إلى المواطن الذي أصبح مراسلاً حربيا ً في الميدان إلى جانب مراسلو وسائل الاعلام.
إن كل ما يصدر من هذه الجهات من معلومات يتلقفها الاعلام بغثها و سمينها وسمها و دسمها و صحيحها و المغلوط منها ، ويبثها أحياناً بلا تمحيص أو تدقيق أو تأكد ، علما ً بأن الكثير منها يدخل في دائرة الحرب و هو من أجل تغذية حرب المعلومات و في الغالب يكون مقصودا ً و متعمدا ً وتوليد حرب إعلامية تطال كل المتلقين و بكل اللغات و تتوسع دائرة التأثير بالتحليل و التأويل و الأخبار العاجلة و الآجلة ، تزيد الأرقام و تتغير الخسائر و تفبرك الحقائق ، و يكثر الدمار و القتل و التشريد ، و تستمر المباحثات و المماحكات و ترتفع وتيرة الشروط و تنقض العهود ،و تفرض العقوبات وتختل الأسعار و تتداخل السياسة و الاقتصاد ويزداد بيع السلاح و يجرب الجديد منه على أرقاب العبيد ، و يبدأ الاستنكار و الهرج و المرج و الحرب على الأرض تحصد الأخضر و اليابس فهل بدايتها مثل وقفها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-03-2022 01:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |