سرايا - بدا واضحا ان مضي ورشة العمل التي يستضيفها الديوان الملكي تحت عنوان "تحديد الاولويات لتحديث المنظومة الاقتصادية" تثير الجدل على نطاق واسع خصوصا وسط أعضاء الطاقم الوزاري في الحكومة الذين يلاحظ عموما بانهم يحضرون لكن بفتور ودون اي حماس.

كما ان بعض الاجتماعات القطاعية التي تخص مؤسساتهم ووزاراتهم في خيم خاصة وعصرية بوجود تفاضل عددي لطبقة رجال الاعمال وخبراء الشركات الخاصة.

وتعتبر ورشة العمل اول حالة عصف ذهنية لها علاقة مباشرة بالإصلاح الاقتصادي ونظيره الاداري اضافة الى النظرة بعمق على تزاحم وتعاكس الاجراءات وتعدد الصلاحيات وزحام التشريعات عموما في ظل السلطة التنفيذية اي الحكومة وهو ما يشتكي منه عموما قطاع المال والاعمال مما يفسر تمثيل اللجنة العريضة عبر نخبة كبيرة من ممثلي الشركات وبعض رجال الأعمال.


وهو ما قاد على مستوى المراقبين وحتى بعض الوزراء للتساؤل عن الهدف النهائي بمعنى هل هو تذليل مشكلات المستثمرين في السوق المحلية أم إقناع” المواطنين” بتحرير الإمكانات الإقتصادية؟.


وتضم اللجنة التي تدير هذا الحوار وهو حوار غير مسبوق ليس بنوعه وكميته ولكن في اطار حجم الاحتقان الذي يثيره بين الوزراء ويعتبره المسؤولون البيروقراطيون خارج نطاق الواقع الميداني حسابات متعددة نخبة عريضة من مستشاري الشركات.



لكن ما يتضح عموما حتى اللحظة في التقييمات الاولى يشير الى ان مستوى تضجر وتبرم الطاقم الوزاري الذي يحضر بعض اعضائه تلك الحوارات وصل الى حالة استياء غير مسبوقة خصوصا مع شعور بعض الوزراء بان المتحاورون يحاولون التوظيف والاستثمار في المبادرة التي تحظي بغطاء ملكي بهدف مضايقة الوزراء والتركيز على الجانب الاجرائي والاستثماري وتقليص صلاحيات الوزراء التي تقلصت اصلا بفعل التعديلات الدستورية الاخيرة بصورة لم تحصل في وقت سابق.


ملاحظات الطاقم الوزاري هنا تتراكم وتنتقل بخشونة وقسوة احيانا و تعبر عن نفسها باحتقان يصل عبر شكاوي وملاحظات الوزراء من طريقة التعامل معهم وطبيعة النقاشات التي تدور وسط زحمة الخبراء الذين استعانت بهم ورشة العمل الى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الذي لا يتصرف مع ما يصله من تذمرات وملاحظات حتى اللحظة على الاقل.


والانطباع جماعي بان ورشة العصف الذهني والتي تظهر في جوانب كثيرة منها ضعف وعجز الجهاز الحكومي خصوصا في المجالات الاجرائية حيث التنافس والصدام وتعدد المرجعيات هي اقرب الى وصفة لتقليص الصلاحيات الوزراء الذين لا يديرون واجباتهم في اطار هذه النقاشات بحرية وارتياح خصوصا مع وجود بعض اعضاء مجلسي النواب والاعيان الممثلين للسلطة التشريعية.



وايضا مع حالة التجول خلافا لمنطق العصف الذهني والخبرة الاقتصادية لبعض اعضاء البرلمان اصلا الذين يتصرفون وهم يتجولون بين الاجتماعات باعتبارهم مراقبين برلمانيين وهي ليس الصفة المطلوبة منهم بكل الاحوال.



اجندة هذا العصف الذهني التي ستنتج في نهاية النقاش لم تتضح بعد والأنباء تتحدث عن وثيقة غامضة ستنتج عبارة للحكومة لكن الجدل مبكرا رغم حرارة بعض النقاشات ورغم اجواء المصارحة التي تتم فيها الحوارات كما يشهد بعض الاعضاء.

رأي اليوم 

• إقرأ أيضاً : الأمن العام: أولوية للتعامل مع بلاغات إطلاق العيارات النارية
• إقرأ أيضاً : درجة الحرارة تحت الصفر صباح الأربعاء في مناطق واسعة من الممكلة
• إقرأ أيضاً : بالصور .. ازدحامات مرورية خانقة في عمّان وتوقف مؤقت لحركة السير في بعض المناطق