17-03-2022 09:19 AM
سرايا - تبدو الصفة الرئيسية للمعارك داخل أوكرانيا صراعا دوليا على النفوذ بين موسكو والغرب، كما تشهد على المستوى الإقليمي صراعا روسيا أوكرانيا.
لكنها أيضا تسببت في تجديد صراعات بين قوى محلية متصارعة رأت في أوكرانيا فرصة لتحقيق ما عجزت عنه في السابق، وهو ما ينطبق على الحالة الشيشانية.
وما إن اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حتى تحولت الأخيرة إلى ساحة لتصفية حسابات دولية بين أطراف عديدة، وكان من بينها طرفا الصراع في الشيشان.
وخرج الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، الاثنين الماضي، معلنا أنه موجود في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية التي تقود هجوما في البلاد، ثم نشر مقطع فيديو على "تليغرام"، بزي عسكري خلال مراجعته خططا عسكرية، وهو يجلس إلى طاولة مع جنود داخل غرفة.
وأكد أن الفيديو التقط في مطار غوستوميل القريب من العاصمة الأوكرانية كييف، الذي استولت عليه القوات الروسية في الأيام الأولى من الحرب.
وكتب قديروف: "قبل أيام كنا على بعد نحو 20 كلم منكم أيها النازيون في كييف والآن أصبحنا أقرب"، داعيا القوات الأوكرانية إلى الاستسلام، وإلا فسينتهي أمرها".
الرئيس الشيشاني ومنذ الوهلة الأولى للحرب أعلن نشر قواته في أوكرانيا استجابة لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وتوعد الأوكرانيين بالاستيلاء على كييف في حالة لم يستجيبوا لمطالبه.
وشكّلت الشيشان وحدة قتالية تهدف لاغتيال الضباط والمسؤولين الأوكرانيين، ووفقا لمصادر صحفية، أشارت إلى أن الروس زودوا المقاتلين الشيشانيين بصور ومعلومات عن كبار الضباط الأوكرانيين الذين ترغب موسكو في تصفيتهم.
وكانت الحكومة الأوكرانية قد قالت إنها قضت على وحدة خاصة من المقاتلين الشيشان وصلت للعاصمة كييف، بهدف اغتيال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
انقسام الشيشانيين
لكن قديروف لطالما اُتهم باستخدام القوات الخاضعة له ضد معارضيه في الشيشان، لا سيما وأن هناك صراعا شيشانيا قديما تعود جذوره لبدايات القرن الحادي والعشرين، حينما أدت الحرب بين الشيشان وروسيا إلى انقسام الشيشانيين إلى معسكرين.
الأول موال لروسيا تحت قيادة رئيس البلاد الجديد، رمضان قديروف، الذي تعهد بالقضاء على الرافضين للنفوذ الروسي في الشيشان، أما المعسكر الآخر فاستمر في مقاومة الروس أملا في تحقيق استقلال حقيقي للبلاد.
وتهدف روسيا، بحسب بعض الفرضيات، من الحرب في أوكرانيا إلى تنصيب مسؤولين موالين لها هناك مثلما فعلت في الشيشان بهدف إخضاع كييف للنفوذ الروسي بشكل تام، مع استبدال الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي بشخص آخر خاضع لموسكو تماما.
قتال سابق بين الشيشانيين في أوكرانيا
خلال المعارك التي اندلعت بين عامي 2014 و2015 في شرقي أوكرانيا، انتقل الصراع الشيشاني إلى هناك بعد ضم روسيا للقرم، حيث انضم الكثير من الشيشانيين المعارضين إلى مساندة أوكرانيا في حربها ضد الانفصاليين.
وأعلنت قوات شيشانية معادية لروسيا أنها موجودة في أوكرانيا بقيادة الجنرال عيسى منيف، وهو قائد ميداني شيشاني سابق يتمتع بالكفاءة التي دفعت، الجيش الأوكراني لتزويده بالأسلحة.
منيف شكّل وحدة قتالية استطاع جمعها من مقاتلين شيشانيين من دول أوروبية، وحملت اسم الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف، الذي قُتل سابقا في غارة جوية روسية، ونجحت هذه الكتيبة في إظهار قوتها في معارك دونباس.
لكن منيف قتل في غارة للطيران الروسي في فبراير من عام 2015، ليتولى نائبه أوسمايف قيادة الوحدة.
ومع اندلاع الحرب الحالية، أعلن أحمد زكاييف، قائد الحكومة الشيشانية الانفصالية في المنفى، عزمه تشكيل مفارز تطوعية من الشيشانيين الذين يعيشون في الخارج للقتال إلى جانب الحكومة الأوكرانية لمواجهة الهجوم الروسي الجديد.