17-03-2022 11:04 AM
لم يخل منزل لم يكن سكانه بالأمس أمام شاشات الفضائيات الأردنية المختلفة متابعاً للحالة الجوية التي أربكتنا جميعاً، من موظفين وأولياء أمور ومسؤولين في الدوائر والوزارات الحكومية المختلفة.
ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من ذم وملامة لوزارة التربية والتعليم لعدم التصريح لساعات متأخرة من ليلة أمس ، بتعطيل المدارس ورياض الأطفال، بل اتخذ الكثير منهم قرار تعطيل أبنائهم لليوم، خوفاً عليهم مما سمعوه خلال النشرات الجوية التي أربكتنا جميعاً ، ولم تترك لنا خيار القرار.
فكل من استمع للحالة الجوية بالأمس كان يختلس النظر لأطفاله حوله ويتخيلهم في الحالة الجوية التي تم الإعلان عنها ، عظامهم تطقطق من برد قارس لن تقوى أجسادهم النحيلة عليه.
فالقرار الأبوي تم اتخاذه قبل القرار الرسمي، وكله ردة فعل طبيعية لما تم تداوله ، بل تهويله على مواقع التواصل الاجتماعي ، والفضائيات الأردنية المختلفة.
وكما صرح أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، الدكتور نواف العجارمة، فإن قرار التعطيل من عدمه يأتي من الحاكم الإداري، الذي هو أيضاً بشر مثلنا ورأى واستمع لما تم نشره وبثه بالأمس حول الحالة الجوية المتوقعة لليوم، وبناءً عليه قامت مديرات تربية بتعليق الدوام فيها حسب طبيعة المنطقة، ومديريات قامت بتأخير الدوام ، وأخرى صرحت بقرار التعطيل والتعلم عن بعد، إذاً أين التخبط في ذلك ؟؟
فكل مديرية من مديريات التربية والتعليم لها طابعها وموقعها الجغرافي الذي يتحكم بها ويحتم على مسؤوليها اتخاذ الإجراء المناسب لمديريته، ومن هنا بدا الأمر للكثير بأنه التخبط بعينه في اتخاذ القرارات، وتغافلوا عن أول تصريح لأصحاب العطوفة في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم وجيه عويس الذين جميعهم فوضوا صلاحياتهم لمدراء التربية والتعليم انطلاقاً من إيمانهم ويقينهم أ، كل مديرية تربية لها طابعها الجغرافي المختلف عن الأخرى، والدليل على ذلك الثلوج التي اكتسحت محافظة الطفيلة والشمس الساطعة التي أنارت غيرها من المحافظات.
فلم يكن الأمر تخبطاً، ولم تكن الأمور سائبة، وإنما هناك بروتوكول متبع منذ سنوات بتفويض الصلاحيات لمدراء التربية والتعليم في هكذا أمور ،لأنهم هم الأكثر قدرة على اتخاذ القرار المناسب وفق طبيعة المديرية الجغرافية ،بما يضمن سلامة وأمن الموظفين والطلبة/والطالبات.
ومن هنا نتساءل بعد الإيضاح من هو المسؤول عن حالة التذمر من أولياء الأمور ،والتخبط الذي أربك بلد بأسره لية الأمس، هل هو وزير التربية والتعليم، أم أصحاب العطوفة في الوزارة؟ أم نشرات جوية جعلت كل من يستمع لوصف الحالة الجوية المتوقعة ولدرجات الحرارة القادمة، يرتعش برداً وينتفض خوفاً بنفس الوقت على أطفاله؟!!!!