18-03-2022 12:32 PM
سرايا - لطالما اعتبرت العجلة أهم اختراع في كل العصور، حيث كان لها تأثير كبير على النقل والزراعة والصناعة، لكن دراسة جديدة تقول إن أعظم ابتكار للبشر الأوائل ربما كان في الواقع هو المقبض، لأنه جعل الأدوات الحجرية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة عند التقطيع والتكسير.
ويعود استخدام الأدوات من قبل أسلافنا القدماء إلى حوالي 2.6 مليون سنة، عندما ابتكر البشر الأوائل أدوات من قطع الصوان والحجر لتعمل كسكاكين أو كاشطات، ومع ذلك، فإن ظهور الأدوات ذات المقابض لم يحدث إلا منذ حوالي 500000 عام، في حين أن الأمر قد استغرق نصف مليون سنة أخرى قبل اختراع العجلة منذ حوالي 6000 عام.
وكتب باحثون في جامعة ليفربول في ورقتهم البحثية "كان الانتقال من تقنية الأدوات اليدوية إلى تقنية الأدوات ذات المقبض بمثابة تحول كبير في تصور بناء ووظيفة الأدوات، ومن المفترض أن إضافة المقبض حسنت الخصائص الميكانيكية (الحيوية) للأداة من خلال تقديم قدر أكبر من الرافعة والقوة والدقة.
وجندت جامعة ليفربول 40 متطوعًا، 24 رجلاً و16 امرأة، وقدمت لهم مجموعة من الأدوات، بما في ذلك أداة تقطيع على شكل بلطة برأس فولاذي ومقبض خشبي، كما تم إعطاؤهم خطافًا يستخدم في تجريد الطلاء كأداة كشط، ثم طُلب من المشاركين استخدام الأدوات مع مقابضها، وكذلك بعد إزالة المقابض، وقام الباحثون أيضًا بقياس تقلصات عضلاتهم واستهلاك الأكسجين، بالإضافة إلى سرعة الأدوات المستخدمة.
وتظهر النتائج أن الأداة المزودة بمقبض تستخدم نطاقات أكبر من الحركة ونشاط عضلي أكبر ونفقات طاقة صافية أكبر مقارنة بالأدوات المحمولة باليد، وينتج عن المقابض استراتيجيات ميكانيكية حيوية مختلفة بشكل كبير، والتي تعمل في النهاية على تقديم فائدة نشطة مقارنة بالأدوات المكافئة المحمولة باليد.
وأثناء مهمة التقطيع، ألقى الباحثون الضوء على الآلية التي يتم من خلالها تحقيق الفائدة النشطة من خلال الزيادات في حركات المفاصل واستخدام العضلات، مما أدى إلى زيادة السرعة والقوة التي جعلت في نهاية المطاف الأداة المزودة بمقبض أكثر فاعلية لكل وحدة من الطاقة المطبقة.
وخلص الباحثون إلى أن الفوائد الحيوية والميكانيكية لإضافة مقابض ساهمت في كل من اختراع هذه التكنولوجيا وانتشارها، وهذه التخفيضات في المتطلبات الفيزيولوجية والميكانيكية الحيوية، بالإضافة إلى الطلب على الطاقة والوقت، عززت بقاء الفرد والجماعة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.