حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2630

سليمان عويس شاعر الشعب

سليمان عويس شاعر الشعب

سليمان عويس شاعر الشعب

19-03-2022 08:02 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
لربما، ونحن ما زلنا في ظلال المئوية، وحديثها، وجب إلقاء الضوء على شاعرٍ أردنيٍ مهم، رسم في وجداننا الكثير من المفردات التي ما زالت حاضرة، وترددها أجيال من الأردنيين الأوفيــاء، وهو الشاعر الأردني الجرشي، سليمان عويس.
ميزة الشاعر عويس، بأنه كان يروي الشعر محكياً، وما زال كثيرون يذكرون كلماته، وصوته، عبر أثير الإذاعة الأردنية، عبر إطلالات صباحيةٍ، ومنها:
"هذا الأردن يا سادة طفل وعملاق
لم يرخص لقمة عيشه، رغم الإملاق
شعب الأردن يا سادة رغم التجريح
شُعلة حب .. وإخلاص.. ودنيا أخلاق
إذ لم تكن كلماته المحكية بلهجتنا الأردنية البيضاء، إلاّ حديثاً عن جوامع الأردنيين، وأهمها القيادة الهاشمية، والجيش، والأرض، والراية، والعروبة، وغيرها من مفاهيم ما زال صداها يتردد بين قصائده الخالدة.
ولد الشاعر عويس عام 1943م، في قرية دبين بجرش، ودرس في القاهرة، والتحق ليعمل بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى توليه إدارة تحرير عددٍ من المجلات الصادرة عن وزارة الثقافة، وبرع بالكتابة بالشعر العامي، وهذا أصعب أنواع الشعر، إذ يقول ناقد لبناني عن الشعر العامي، بأنه "شعر نابع من نفوسنا، من قلوبنا، من أعماق حياتنا، من ظلمات أوديتنا، وثرثرات أنهارنا وجداولنا، وأضوائنا وظلماتنا، وعرايزلنا وخيامنا، ويقظة عجائزنا، وأحلام صبايانا"؛ ولربما يصلح هذا الوصف بحق قامةٍ شعريةٍ مثل المرحوم سليمان عويس.
ومن أبرز مؤلفات شاعرنا: دموع من السماء، وهي مجموعة قصصية، والعنقود وهو شعر من الديوان الفصيح، وغنيت بغداد، بالإضافة إلى مواويل رافضة وهو ديوان شعر شعبي، وديوان بيروت كيف حالك، وديوانه آخ يا زمن في ثلاثة أجزاء؛ بالإضافة إلى دواوين: بارود وحكاية بلدنا.
وقراءة عناوين ما أنتجه الشاعر عويس، وحدها، تعطي القارئ الفكرة الجليّة عن إيمانه بالوطن الأردن، وبالوطن العربي الممتد بحواضره، إذّ تغنى - رحمه الله- ببغداد، وبيروت، وغيرها؛ لذا كان الرجل واضحاً في مواقفه السياسية والأدبية، ملتزماً بخط العروبة الذي آمن فيه الأردن، وسعى لأجله.
ومرّ الشاعر عويس، بالعديد من المفاصل التاريخية والتحديات، التي صاغت تاريخنا، وبينها محطات هامة، حيث ولد قبل نكبة فلسطين بخمس سنواتٍ، فعاصر لاحقاً مناخات العروبة، وما حملته من عناوين، لكنه، بقي مخلصاً ومؤمناً بالخطاب القومي العروبي النابع من مفردات وطننا، حيث النهضة العربية الكبرى، والمشروع الهاشمي الذي بذل لأجل الإنسان العربي، ووحدة بلاده، وقدم في سبيل قضاياه القومية، على ثرى فلسطين، والجولان.
وأهمية الشاعر عويس، بأنه كان أحد الرياديين الذين كان صوتهم عالياً لأجل الأردن، في مرحلة تحولات هامة، أعقبت حرب النكسة عام 1967م، حتى نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، فكان صوته وشعره، وكلماته، جزءاً من التعبير عن الوطنية الأردنية.
وكــان للجيش العربي الأردني، نصيباً من شعره، الذي لطالما ردده الأردنيون، وبخاصة قصيدته الشهيرة:
مولاي
زعيم الجيش
حبيب الجيش
لبسني شعار الجيش بس مره وخذ عمري
أعيش بخندق الأبطال أرخص للوطن عمري
وأخلي لقمة الزقوم بحلوق العدى تهري ولا تمري
وهذه القصيدة، لربما اختزلت تعابير الأردني بشخصيته، وأسلوب حياته، وسماته، وتعابير الاعتزاز بتاريخه، وما بذله وقدمه من بطولات، وما زالت على ألسن الكثير منا.
ختاماً، رحم الله شاعرنا سليمان عويس، وستبقى كلماته خالدة، أحوج ما نكون إلى استحضارها دوماً، لأنّ في الشعر، وخاصة الشعبي منه، اختزالات وتعابير أشجار وأحجار وطيور الأردن، وفلاحيهم وهو شعر يشبه ملامحهم، نعم يجب الكتابة عن مبدعينا دوماً، وبلا مناسبة..








طباعة
  • المشاهدات: 2630
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-03-2022 08:02 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم