19-03-2022 05:56 PM
سرايا - تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تضييق الخناق على البنوك والشركات الروسية المملوكة للأوليغارش، ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا. وحين نرى يخوتهم العملاقة وممتلكاتهم الفاخرة المترامية الأطراف، نتساءل: من هم الأوليغارش، وكيف أصبحوا فاحشي الثراء؟
تشير المحاضرة في قسم العلوم السياسية بجامعة كولومبيا، المتخصصة في الشئون الروسية ما بعد الاتحاد السوفيتي، إليز جوليانو، إلى إن الأوليغارش هم "رجال أعمال أثرياء مؤثرون سياسيًا واجتماعيًا، وغالبًا ما يكونون مرتبطين شخصيًا بكبار القادة السياسيين في الدولة، ولكن ليس دائمًا".
قد يتمتع الأوليغارش بتأثير سياسي، وفقًا للتعريف الكلاسيكي لنظام حكم الأقلية، ولكن أصبح واضحًا منذ بدء الحرب، أن معظم أصحاب المليارات في روسيا ليس لديهم نفوذ كبير، أو لا يتمتعون بأي نفوذ على الإطلاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
دائرة بوتين
جمعت طبقة الأوليغارش الأصلية في روسيا ثرواتها خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، خلال فترة الفوضى التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تم بيع أصول الدولة في مزادات لرجال أعمال من القطاع الخاص، غالبًا عبر صفقات تميزت بالفساد.
شهدت فترة التحول إلى نظام السوق الحر، استحواذ رجال أعمال ومسؤولون سابقون، على حصص كبيرة في الشركات الروسية العاملة في قطاعات النفط والغاز والمعادن والتعدين والسكك الحديدية والنقل والمنتجات الزراعية والصناعات الأساسية الأخرى.
ومع صعود بوتين للسلطة، والذي حكم روسيا بشكل أو بآخر منذ عام 2000، أصبحت مجموعة جديدة من الأوليغارش أثرياء بفضل علاقاتهم الجيدة معه.
منح بوتين الثروة لهذه المجموعة، وعاقبها أيضًا، وعامل كبار رجال الأعمال وأعمالهم كبيادق في مبارياته من الشطرنج السياسي.
اعتقل ميخائيل خودوركوفسكي، أغنى رجل في روسيا، على سبيل المثال، عام 2003 بتهمة ارتكاب جرائم ضريبية بعد أن دعم المنافس السياسي لبوتين.
إلا إن العديد من الأوليغارش الحاليين هم من المسؤولين الحاليين أو السابقين في إدارة بوتين، حيث حصل يوري كوفالتشوك، الصديق القديم والمستشار للزعيم الروسي، على حصص كبيرة في البنوك وشركات الاتصالات بفضل علاقاته مع بوتين.
يختلف مدى قرب الأوليغارش من بوتين من شخص لآخر، إلا أن جميعهم يعتمدون على رعايته.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز، بريان تيلور: "بالنظر إلى الطريقة التي يتم بها هيكلة الاقتصاد الروسي، يعتمد أشخاص متعددون، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، على الدولة".
وأضاف تيلور أن الأوليغارش "ليسوا فاعلين اقتصاديين مستقلين يمكنهم الوقوف أما الدولة أو الرد عليها".
ما بعد الاتحاد السوفياتي
ظهرت طبقة الأوليغارش الروسية بين عامي 1992 و 1994، عندما أنشأ الاتحاد الروسي المستقل حديثًا نظام خصخصة الأسهم، حيث تم توفير أسهم نحو 15 ألف شركة مملوكة للدولة بموجب البرنامج، لصالح مشترين من القطاع الخاص.