21-03-2022 11:42 AM
بقلم : محمد فرح الصبيحي
لطالما كان الجيش العربي المصطفوي قلعة صمود وكبرياء، بوجه كل من تسول له نفسه الإقتراب من حدوده، هذا الجيش العقائدي المؤمن بأن النصر من عند اللّه سبحانه وتعالى قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم ما أسْتَطَعتم من قوة ٍ ومن رِّباط ِ الخيلِ تُرهبونَ به عدوَّ اللّهِ وَعدوَّكمْ).
وبأقتران معركة الكرامة الخالدة بيوم الأم، كانت أرض الكرامة المجيدة حنونة وصامدة، تحت أقدام هذا الجيش العربي الأردني الهاشمي، كقلب الأم الحاني، المليء بالحب والتضحية والعطاء على أبنائها.
قرية الكرامة، هذة القرية الحدودية الأردنية، من مناطق الأغوار تسمى (كَبِد الغور) أو منطقة الآبار _نسبة إلى الآبار الإرتوازية التي فيها _ .
هذة القرية الخالدة في ذاكرة التاريخ كانت ساحة الوغى التي جسّدَ فيها رجال الجيش العربي كل معاني البطولة، والبسالة، والصمود، بوجه ذلك العدو المحتل الغاصب، الذي تراود َ لهُ أنه بإستطاعتهِ الوصول إلى شرقيّ الأردن، لإحتلال مناطق جبال البلقاء، كما حدث عند أحتلالهم للجولان العربية، لتكون ورقة ضغط على أردن المجد والعزة والتاريخ.
بداية معركة الكرامة كانت في صباح 21/ اذار /1968 عندما حاول العدو الصهيوني العبور إلى الأردن من مختلف الجبهات الأربعة، كما كان يخطط ويأمل.
وكانت أرض الكرامة مهد الصحابة الأبرار من أبو عبيدة عامر بن الجراح،و شرحبيل ابن حسنة _ رضي الله عنهم _ مقبرة لهم. هذة المعركة التي أستمرت 16 ساعة، كانت أرض الكرامة عبارة عن نار وجحيم تحت أقدام هذا العدو الغاصب، لأنه وبحمد اللّه كان رجال الجيش العربي اللذين نذروا أنفسهم لهذا الوطن، بالمرصاد في الدفاع عن وطنهم وشعبهم إيماناً بأنهم أصحاب حق ورسالة، شعارهم (المنّية ولا الدنّية)
الكرامة أعادت الكرامة والعزة للأردن ولجميع الدول العربية، وكسرت مقولة( الجيش الذي لا يُقهر)
بأن كبدتهُ الكثير من القتلى، والخسائر بالأرواح والمعدات.
لم يكن هذا النصر لولا تضحيات جنود الجيش العربي، الذي قدم كوكبة من الشهداء الأبرار المسلحين بالإيمان. هؤلاء الشهداء هم أصحاب فضل على كل أردني بهذا الوطن. قال تعالى ( ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللّهِ أموٰتا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقونَ)
إن سير المعركة والتخطيط لها كان بإشراف مباشر من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه اللّه، الذي رفض وبشكل قطعي وقف إطلاق النار حتى يتم إنسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، فكان الجند والقائد في خندقٍ واحد شعارهم وإيمانهم بأن النصر حليفهم بإذن اللّه تعالى.
هذه الأرض المباركة هي أرض الحشد والرِّباط، مباركٌ فيها وبأهلها وبجندها الأشاوس، وبفضلٍ من اللّه يحكمها مليكٌ هاشميٌ سليل الدوحة النبوية الشريفة، صاحب رسالة الثورة والنهضة العربية الكبرى.
سائلين اللّه عز وجل أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم.
أدام اللّه الأردن وأهلهُ بخير
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-03-2022 11:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |