21-03-2022 04:34 PM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
بقلم د. طارق زياد الناصر
الزيارة الملكية للهيئة المستقلة للانتخاب تأتي من وجهة نظري بأبعد من ان تكون حافزا للعمل الجاد في إدارة الانتخابات البلدية واللامركزية المزمع عقدها يوم غد، فهي تتجاوز الانتخابات وإجراءاتها على أهميتهما نحو دعم ملكي واضح لمنظومة الهيئة المستقلة كأداة من أدوات الدولة الحقيقية في مسيرة الإصلاح التي حرص جلالة الملك ومنذ توليه سلطاته الدستورية على أن تكون مستمرة ومتطورة في بنية ومنظومة الدولة الأردنية القوية.
وهنا لا يمكنني أن أخفي إعجابي بالرسائل المباشرة والضمنية التي يحملها النشاط الملكي باتجاه مؤسسات الدولة ودوائر صنع القرار فيها، وباتجاهنا فنحن المستفيد الاول من أي حراك إصلاحي ونحن الشريك الحقيقي في تنفيذ الرؤية الملكية الثاقبة.
الهيئة المستقلة كانت يوما ما حلما او طموحا صعبا، لكنها أصبحت حقيقة أردنية ملموسة، ونجحت رغم التحديات الكبيرة بتطوير العملية الانتخابية وإدارتها بالشكل الذي يمكن وصفه على الأقل بأنه مرضي.
ويبدو في المنظور القريب أننا سنشهد تحولا ايجابيا واضحا مع نقل إدارة ملف الأحزاب السياسية للهيئة، خاصة وأن خامات بشرية مميزة تقود دفة الهيئة وتحمل فكرا اجتماعيا وسياسيا وطنيا جادا ونوعيا.
تركيبة الهيئة المبنية على تراكم خبرات الحالة الأردنية ليست حكرا على مجلس المفوضين الذي يضم الخبرات القانونية والإدارية والإعلامية المقدرة، بل وتذهب نحو العاملين فيها من شباب أردني واع ومدرك لأهمية دوره وضرورة تطوير قدراته بما يتوائم مع أدوار الهيئة واستقلاليتها ومهامها الوطنية .
وحتى أكون منصفا فلا شك أن الأخطاء وقعت سابقا وقد تقع، لكنني تعلمت من أساتذتي أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، وقد اختارت الهيئة المستقلة ومنذ تأسيسها أن تعمل خدمة للأردن وتحقيقا للنهج الملكي الإصلاحي .
ختام القول الهيئة اليوم بعد زيارة الملك الداعمة تحت أنظار الأردنيين كما أنظار قائدهم وولي عهده الأمين، وكلنا امل أن يكون العمل والانجاز بحجم الدعم ليشكل خطوة واثقة باتجاه المستقبل، ولعل هذه الانتخابات تكون جسر ثقة جديد بين الهيئة والمواطن وعنوان شراكة كاملة في تعزيز الديموقراطية.