23-03-2022 11:27 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ربما اراد المستأجِرون للدوب الروسي بإطلاقهم إياه في الحديقة الخليفية للكرملين " كما يعتقد بوتين "، ربما ارادوا إخافة وإرعاب أوروبا والتأكيد لها على الاهمية البالغة والمصيرية " للعبائة " الامريكية ، علماً بأن اوروبا ليس لديها معرفة بثقافة ومفهوم العبائه التي ربما هي حصراً للثقافة او العُرف العربي العام .
ولو كانت روسيا تملك من الأمر شيئا لكان من البديهي والمنطق العقلاني ان تنسحب من سوريا كما يقول العرب بكامل "قضها وقضيضها " في هذه الايام والساعات الحاسمه وهذه الهجمة ( الحِصاريه) التي تتعرض لها من اصغر دولة على هذا الكوكب الى اقوى دولة فيه حتى تواجه هذا الامر الجلل كما " يبدو "
ولكنها لم تفعل ! لماذا !!! سؤال برسم الاجابة .
اغلب الظن ان الدولة العميقة التي تُمثلها امريكا رسمياً قرأت تململ شريحة واسعة من شيبة وشباب اوروبا وخاصة اصحاب الإرث الامبراطوري البائد الذين يخضعون الان الى الإملاءات الامريكية المُذِلَّه ، فهذا الامر ربما طفى على السطح وارادت الدولة العميقة إنهاءه جذرياً وانهاء حتى مظاهره في القارة العجوز فكانت هذه الحرب التي كما يعلم الجميع بأن الشعب الاوكراني ومِن ورائه عموم الشعوب الاوروبية هي بلا شك ستكون الضحيه .
حتى وان كانت الغالبية ممن لهم رأي في السياسة تعتقد ان هذه الحرب تكتيكية ، رُسِمَت خطتها وحُدِّد اطارها ، إلا انه امر حتمي ان يفشل هذا المخطط فيما لو خرجت الامور عن مسارها ، وأنه بحسب آراء المحللون العسكريون الذين يقولون ان ما يجري على الارض من تحرك عسكري روسي هو خارج تماماً عن الثقافة والعقيدة العسكرية الروسيه وان الزمن هو المعيار في فشل وبطلان المخطط الذي لا يشير تنفيذه الى انه روسي خالص ، او كما يقولون هو فشل بكامل تفاصيله برغم المشاهد المذهلة من آثار الدمار الهائله .
لن يُتوَّج جيش بوتين باكاليل الغار ( التي ترمز للنصر ) إذا ما احتل أوكرانيا بكاملها ، ولن يَطيب له بها المقام ولن يطول ، لأن بقاؤه فيها سيكون له احتمالين ، إما ان يعيد اوركرانيا بالاكراه الى حضن الكرملين !
او يُكمِل الاجتياح للجوار الاوكراني بالكامل وذلك
بحجة دحر الناتو عن حدوده كما هي حجة هذا الاجتياح الان .
لن تُصيب حلف الناتو " حمية الجاهلية " التي ليست من سمات المجتمع الاوروبي-قديمه وحديثه - ايضاً ،
ولن تُطلِق المدافع قذائفها ولن تنطلق الصواريخ وتطير الطائرات معلنةً دخولها في حربٍ قالها الناتو منذ اندلاعها ان هذه الحرب ليست حربه ،
بل سيبقى ممتثلا لأمرِ مَن نزع انيابه ونزع له الزناد وجعله خالي الوفاض .
هذا الحصار الاقتصادي المعلن من معظم دول العالم بدأت آثاره على اقاصي الارض قبل ان يئن لوطئتها مواطن روسي واحد ، آثار هذا الحصار بدأ عكسياً ، أو ربما هو المقصود ، وذلك بخلخلة النظام الاقتصادي العالمي وقطع وفكفكة سلاسل الإمداد والتموين العالمية من اجل رسم خرائط على خُطى الخرائط التي رسمت ذات يوم .
لم يبقى إلا أن تعلن أوروبا عن وقف استقبال الغاز والنفط الروسي الذي لن يكون له الاثر البالغ على روسيا التي ربما تتاثر من هذا الانقطاع معنوياً وليس مادياً بينما ستغرق اوروبا بظلامٍ يُغلفه صقيعٌ وبرد شديد ، ويفتح الباب مشرعاً امام إغلاق العديد من المصانع وربما تعطلت كثير من المطارات وتوقفت معها القطارات ،
ودولة مثل روسيا لديها كل هذه الثروات والمصادر التي موَّلت ودعمت وبنت القوة العسكرية الهائلة وعملت على اداء مهمات قتالية أُوكِلت لها خارج حدودها " بأجر " لن تكون عاجزة عن مواجهة هذه الفزعة العالمية الآنية التي ستنفَضّ ،
ربما بوقت غير بعيد .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-03-2022 11:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |