سرايا - هل من الممكن أن تكون مدمنًا على النوم ؟ في الواقع، إنه شعور يمكن أن يرتبط به الكثيرون، وعندما يصبح من المستحيل تقريبًا فتح عينيك في الصباح، أو تجد نفسك تكافح من أجل قضاء اليوم دون قيلولة، فقد تبدأ في التساؤل: هل إدمان النوم شيء حقيقي ؟

هل إدمان النوم حالة حقيقية ؟
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم، يحتاج الشخص البالغ العادي 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة، ويشير هذا إلى النوم الفعلي، وليس فقط الوقت الذي يقضيه في السرير، وعندما لا تشعر بالراحة باستمرار بعد النوم لمدة 7 ساعات وتتوق إلى القيلولة أثناء النهار، فقد تبدأ في الشعور بإدمان النوم.

ومع ذلك، يمكن أن يكون النعاس المفرط علامة على مشكلة أخرى، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون لحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق أو بعض الأدوية تأثير مماثل.

ووفقًا لخدمة الصحة الوطنية (NHS)، يرتبط الإدمان بشكل شائع بالمقامرة والمخدرات والكحول والتدخين، ولكن من الممكن أن تكون مدمنًا على أي شيء تقريبًا مثل إدمان النوم.

وفقًا لجريجوري بوتر، أحد المتخصصين الرائدين في المملكة المتحدة في التغذية والنوم وإيقاعات الساعة البيولوجية والتمثيل الغذائي، ربما لا، حيث يقول أن إدمان النوم ليس حالة معترف بها طبيًا، ووفقًا للجمعية الأمريكية لطب الإدمان، يستخدم الأشخاص المصابون بالإدمان مواد أو ينخرطون في سلوكيات تصبح قهرية وغالبًا ما تستمر على الرغم من العواقب الضارة.

وفي الواقع، النوم وظيفة بيولوجية وليس ضارًا بشكل أساسي، حيث يقول بوتر أنه للوفاء بهذا التعريف، يجب أن يؤدي النوم إلى عواقب ضارة، وهذا نادرًا جدًا جدًا، ولكن الاستثناءات الوحيدة ستكون حالات مثل قيام شخص ما بشيء خطير أثناء السير أثناء النوم.

وتوافق ماريانا بوديو، المعالجة النفسية وتقول: "تمامًا مثل التنفس، النوم ضروري بيولوجيًا للبقاء على قيد الحياة، هل يمكن لشخص ما أن يكون مدمنًا على التنفس ؟ لا ، لكن هذا غير مرجح للغاية، وينطبق الشيء نفسه على النوم".

وتلاحظ بوديو أنه لا توجد ورقة أكاديمية حاليًا تعترف بالنوم كإدمان، ومع ذلك، تضيف أن النوم المفرط يمكن أن يكون بسبب حالات أخرى.

ويضيف بوتر أن إدمان النوم هو اضطرابات نوم معترف بها تتميز بنوم طويل أو نعاس مفرط أثناء النهار أو كليهما، ويمكن أن يحدث النعاس المفرط أثناء النهار أيضًا بسبب حالات أخرى.

كيف تعرف ما إذا كنت تعاني من إدمان النوم
على الرغم من عدم الاعتراف بإدمان النوم على أنه حالة طبية، إلا أن هناك علامات يجب البحث عنها يمكن أن تشير إلى وجود اضطراب في النوم مثل فرط النوم، وتشمل علامات فرط النوم ما يلي:

التعب
صعوبة الاستيقاظ بعد نوم طويل
التهيج
الحاجة إلى القيلولة
مشاكل في الذاكرة
ضبابية في الدماغ
وتقول بوديو: "على الرغم من أن فرط النوم ليس إدمانًا، إلا أن أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم به يمكن أن يعانون من مجموعة واسعة من الآثار الجانبية".

وتشمل هذه الآثار ما يلي:

انخفاض الطاقة
التعب
الصداع
الصداع النصفي
تكرار فقدان الشهية
القلق
الهلوسة
التفكير الانتحاري
فقدان الذاكرة
وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي فرط النوم إلى حالات أخرى مثل:

مرض السكري
السمنة
الاكتئاب السريري
وقد تشعر أيضًا بالتعب المفرط بسبب عادات النوم السيئة أو جدول النوم المضطرب أو السلوكيات أثناء النهار، حيث تقول بوديو: "يريد جسمك قدر ما يحتاجه من النوم، ويوقظك بشكل طبيعي عندما يكون مرتاحًا جيدًا، وتحدد الهرمونات المشاركة في دورات نومنا متى يحتاج الجسم إلى الإصلاح والتجديد وإعادة الشحن، وبالتالي تضعنا في الواقع في وضع الغفوة".

إدمان النوم والصحة العقلية
سبب آخر محتمل لشعورك بالإدمان على النوم يمكن أن يكون مرتبطًا بحالة صحية عقلية، حيث يقول بوتر: "يقضي الأشخاص الذين يعانون من بعض اضطرابات الصحة العقلية الكثير من الوقت في السرير، وهذا شائع جدًا في بعض أشكال الاكتئاب، على سبيل المثال، بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية يعانون أيضًا من فرط النوم".

تظهر الأبحاث أن الاعتماد النفسي على النوم قد يكون مؤشرًا على الاكتئاب، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2008 روابط قوية بين الإفراط في النوم والاكتئاب، مشيرة إلى أن حوالي 40 في المائة من الشباب البالغين المكتئبين و 10 في المائة من كبار السن من البالغين المصابين بالاكتئاب يعانون من فرط النوم، وكانت هذه الأرقام أعلى بين النساء.

كيفية الحصول على المساعدة ومتى تتصل بالطبيب
إذا أصبح نعاسك المفرط نمطًا ملحوظًا ويؤثر على حياتك اليومية، فمن المهم التحدث مع الطبيب، ونظرًا لأن إدمان النوم ليس حالة قابلة للتشخيص، فقد يكون إرهاقك بسبب فرط النوم أو حالة صحية عقلية أو أي مصدر قلق صحي آخر.