27-03-2022 07:39 AM
سرايا - شهر رمضان فضَّله الله على سائر أشهر السنة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» [البقرة: 185]. وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» [البقرة: 185]. وقد رَغَّبت السنة بقيام ليله، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».
ويقول الإمام الأكبرالدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، إن الصوم من العبادات التي لها أثر عظيم في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعوِّد الإنسان على الصبر وتحمل المشاقِّ ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوع وطاعة وحرمان من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصار على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلاً أن الله سجل فضَّله في القرآن الكريم؛ ليظل يُتلى على مر الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
شهر رمضان شهر القيام وصلاة التراويح
ومن فضائل شهر رمضان أنه شهر العتق من النار والغفران من الذنوب. هو شهر تُفتح فيه أبواب الجنات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُجاب فيه الدعوات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُغفر فيه السيئات.
وفي صيام رمضان فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس في ما يرضي الله ويقرب لديه؛ لذا، ينبغي للصائم الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار، وسائر أنواع القربات في الليل والنار، اغتنامًا للزمان ورغبةً في مضاعفة الحسنات، ومرضاة فاطر الأرض والسموات
الحذر من كل ما ينقص الصوم، ويُضْعِف الأجر، ويُغْضِب الرب عز وجل من سائر المعاصي، كالتهاون بالصلاة والبخل بالزكاة وأكل الربا وأكل أموال الناس بالباطل، وأنواع الظلم وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والغيبة والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، والدعاوي الباطلة، والأيمان الكاذبة، وتبرج النساء، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله وهذه المعاصي مُحَرَّمة في كل زمان ومكان، لكن حرمانيتها أكبر في رمضان.
فضل شهر رمضان الكريم من القرآن الكريم والسنة النبوية
1- نزول القرآن الكريم في رمضان
شهر رمضان الكريم
من أهم فضائل رمضان وخصائصه نزول القرآن الكريم؛ لقوله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» [البقرة: 185].
2- ليلة القدر خير من ألف شهر
قال عز وجل في كتابه الكريم: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)» [القدر].
3- تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار وتُصَفَّد الشياطين
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين» [متفق عليه].
4- صيام رمضان يُكَفِّر الذنوب
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مُكَفِّراتٌ ما بينهن إذا اجتنب الكبائر» [متفق عليه].
5- ثواب العمرة في رمضان مضاعف
عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عمرة في رمضان تعدل حجة» [أخرجه مسلم في صحيحه]، والمعنى هنا في الثواب، وليس أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض؛ فالاعتمار لا يجزى عن حج الفرض.
6- صلاة التراويح
عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
7- اعتكاف العشر الأواخر
عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم: «كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده» [متفق عليه].
8- شهر الجود ومدارسة القرآن
عن ابن عباس قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [متفق عليه].
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-03-2022 07:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |