حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2704

لا بدّ من صنعاء وان طال السفر

لا بدّ من صنعاء وان طال السفر

لا بدّ من صنعاء وان طال السفر

28-03-2022 11:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لا بدّ من صنعاء وان طال السفر
سيقولها غير العرب حين يشتدّ الخطر

على غير ما اراد الامام احمد بقوله
لا بدّ من صنعاء وإن طال السفر، وكان يقصد بها
زيارة العالِم الصنعاني في صنعاء ليزداد تبحراً بالعلم،
ومن اجل غير ذلك المقصد ستكون صنعاء وكل عواصم العرب وجهة العالم كله طلباً للأمن والسلام، وما الحضور الغير مسبوق في مؤتمر الدوحه وما سبقها من زيارةٍ غير مسبوقة كما سيأتي ذكرها ، وهذا التواصل مع العواصم العربية بشكل ملفت ما هو إلا مقدماتٌ وإرهاصاتٌ لما هو آت ، على الرغم من جهد امريكا بحرف البوصله.

التحولات العالمية السياسية الكبرى تأتي غالباً فجأة بلا مقدمات صغرى، مدهشة، صادمة، غير مُتَوَقَّعه،
تماما كما جاءت زيارة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إلى عاصمتين عربيتين بلا تحضيرات وبروتوكولات وإعدادات كثيرة مسبقة،
زيارة غير عادية على الإطلاق، لا نعلم تفاصيلها ولم يُطلِعُنا عليها أحد، ولكنها بالتأكيد علامة من العلامات الكبرى بل الكبرى جداً، فالزائر الضيف ليس ضيفاً أو زائراً عادياً إنه رئيس آخِر إمبراطورية مندثرة في العصر الحديث، والتي تحاول جاهدة الإبقاء على آخر أثرٍ لها من زمن عظمة إمبراطوريتها والتي لم يبقى منها سوى نبت البذور العلقمية من السياسات المُدَمِّرة التي زرعتها في كل مستعمراتها التي ما زال أثر العلقم المترسب فيها وفي كل بقعةٍ جثمت على صدرها في هذا العالم الذي أذاقته بظلمها وجبروتها وانحيازها للباطل إلى يومنا هذا، ما جعلها منعزلة ولا شيء يميزها اليوم غير ترياق سمومها وعلقمها ولؤم خُبثِها.

ربما للأدب العربي الجمّ الراسخ جذوره عبر التاريخ في أمة العرب والمسلمين ، لم تفصح الدول المضيفة له عن فحوى زيارته لها، ولكن المراقبين للأحداث الجارية والمتغيرات المتسارعة الآن يعلمون أن هذه الزيارة ليست شوقاً ولا وصلًا، بل هي طلباً للنجدة بلا شك إن لم يكن يقينا ،
هذه "بريطانيا العظمى" التي كانت تخاطب حكام مستعمراتها باستعلاءٍ بغيض ، أتذكرون !!!!

برغم كل ما مرّ على العرب في هذه العقود المعتمة الماضية، ودون الدخول إلى تفاصيل عتمتها التي نحن جميعاً عليها شهود، فإن تاريخ هذه الأمة العربية الإسلامية يشهد لها بأنها ملجأ الخائفين ومأوى الآمنين، ومقصد الطامحين للرقي والسمو في علوم الدنيا بعمومها واعتدال منهجها وعقيدتها ورفعة موروثها الإنساني وأعرافها ومكارم أخلاقها منذ زمن جاهليتها الأولى والشواهد على ذلك كثيره.

أفسدَ المغول الحرث والنسل في عموم الأرض ولم ينجو من شرهم وأذاهم أحد في مشارق الأرض ومغاربها، بل وصل إفسادهم إلى حدود قطبي الأرض، أشاعوا في الأرض رعباً وخوفاً وسفكاً للدماء وإجراما لم تشهد الدنيا له مثيلا عبر تاريخها كله،
كانت رسائلهم تنخلع لهولها القلوب من الصدور لتسقط في البطون رعباً وذعراً لهول ما كانت تحمل من تهديد بالإجرام الذي كان يتم تنفيذه على الأرض التي شهدت بقاعها كلها على ذلك، فكانوا أشد فتكا بالبشرية من أي وباء سُجِّلَ عبر التاريخ كله.

وما زال الناس في أنحاء الدنيا كلها على هذا الحال إلى أن تصدى لهم أولئك القادة العظام، سيف الدين قطز والظاهر بيبرس الذين أراحوا البشرية جمعاء من ذلك الشر المستطير الذي أهلك الحرث والنسل ونشرَ الخراب والدمار في أركان الأرض كلها، لم ينحاز قُطُز وبيبرس إلى معسكرٍ شرقي أو غربي ولم يشكلوا حلفا على غرار حلف الناتو أو حلف وارسو، بل انحازوا للإنسانية بفطرتها السليمة، فهزم هؤلاء القادةِ المغولَ في معركةِ عين جالوت التي كانت إيذانا وإعلانا للدنيا بأسرها عن انتهاء ذلك الظلم والإجرام وعمَّ الأمن والسلام وعادت البشرية إلى طبيعتها تعيش في وئام دام إلى أن دارت الأيام دورتها.

ما أشبه اليوم بالبارحة، لم تنفع ولم تشفع كل القوانين والأنظمة والمؤسسات الدولية والعالمية ، الشرقية منها والغربية بكل ما فيها من مواد وأحكام وتشريعات من الظلم الذي أطاح بالشعوب وبما حملته أرضهم من تاريخ وإرث، ظلماً يمارس علانية بلا استيحاء أو تبرير أو وجل، ظلماً وبطشاً وسلباً يشبه أفعال المغول ولكن بنسخة مجددة أشد فتكاً وذلك نتيجةً لتطور وسائل القتل والدمار.

يملك العرب من المرتكزات الأساسية التي تحتاجها البشرية اليوم من مصادر الطاقة والمياه والثروات والقدرات البشرية ومن العقول المبدعة المتميزة ما يؤهلها لتكون ضامنة للاستقرار العالمي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ولها من الخلق والنهج والمنهج والعقيدة السمحة التي ليس من أركانها ما يسمح لها بأن تكون ذات تطلعات استعمارية أو انتهازية أو قمعية بأي حال من الأحوال، فهذه الأمة لها منهج وعقيدة وسطية في كل أمورها وشؤون حياتها.

أمَّةٌ نَثَرت القمح على رؤوس الجبال كي لا يجوع الطير في أرجاءها قبل أكثر من ألف وثلاثمائة عام من إنشاء ما يسمى بجمعيات الرفق بالحيوان ،
أمَّةٌ رُكنٌ من عقيدتها وسلوكها العسكري قانون إنساني لم تعرفه البشرية منذ نشأتها ، يقول نَصَّا:
لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا امرأةً، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرةً، ولا تهدموا بناءً ،
أمَّةٌ هذه شريعتها في قتالها مع عدوها، هل يترددُ على هذه الأرض عاقلٌ ان يقولَها إن كان عالماً بها !! سيقولها " طوعاً "وحباً في النجاة اذا اشتدّ الخطر
لا بدٌ من صنعاء وإن طال السفر .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 2704
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-03-2022 11:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم