حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2242

توظيف المنحى الجماليّ في تعليم الطلبة

توظيف المنحى الجماليّ في تعليم الطلبة

توظيف المنحى الجماليّ في تعليم الطلبة

28-03-2022 03:19 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.عماد زاهي نعامنة
لا يكاد يختلف اثنان على أنّ الطلبة في عصرنا هذا محاطون بأحدث أدوات التكنولوجيا المدعومة ببرامج تقنيّة ملْأى بالمعارف والمهارات الجاذبة الماتعة التي لا تعدّ ولا تُحصى ممّا يكتنزه العالم الافتراضيّ، ما يجعلها تنافس بيسر وسهولة البيئات التعليميّة الواقعية؛ وقد تنبَّهت مؤسّساتنا التعليميّة في عصرنا الحاضر إلى هذا المر فسارعتْ إلى إضفاء المتعة العقلانيّة والرفاهيّة الإدراكيّة على مناحي التعليم، فجافت جنوبها عن التصحّر في الممارسات التعليمية، وهجْرت مناطق الجفاف في طرح المناهج والكتب المدرسيّة، وأادت وميض الحياة إلى إستراتيجيات التدريس، وغادرت مناطق الراحة التي قد كان يخلد إليها كثير من التربويين والمشرفين والمعلّمين حفاظًا على الموروث التقليديّ، وجفّفتْ منابع التلقين والتحفيظ والتكرار، وأقلعت عن الهبوط في المحطات التي تنظر إلى العلم والتعليم على أنه أمر تجريديّ صِرْف.

إنّ الإحساس بالجمال حالة فطريّة متأصّلة في النفس البشريّة، حيث يولد الإنسان وفي داخلة نوازع الخير والإحساس بالجمال، مجبولًا بالفطرة على حبّ الجمال، وهو الكائن الوحيد القادر على الإحساس بالجمال، فهو سلوك اجتماعيّ إنسانيّ، لذا فقد غدا علم الجمال (الاستاطيقا) علمًا قائمًا بذاته، وتُعدّ أصوله أساس بناء المجتمعات المتحضّرة.

العلم والجمال صنوان لا ينفكّان؛ لذا تقع على المعلم الكفء مسؤوليّة إذكاء دوافع الخير والجمال تلك لدى طلبته، وإطلاق العنان لأدمغتهم للتفكير الجانبيّ أو ما يسمّى التفكير خارج الصندوق؛ لإطلاق إبداعات المتعلّم وتحليقه في الخيال العلميّ والأدبيّ في جوّ مفعم بالبهجة والسرور؛ عملًا بما أكّده علماء النفس من أنّ إحياء الجمال في النفس والتأمّل بجماليات العلم والكون يؤدّي إلى توسيع مدارك الفرد، وتحفيز الحدس والتفكير لدى الفرد، وإدرار الدماغ نحو التفكير في جوانب تثري المجال المعرفيّ والمهاريّ، وتحريره من نير التفكير المنطقيّ أو الرأسيّ.

ولا شكّ في أنّ المنحى الجماليّ في التعليم من الإستراتيجيّات الحديثة التي يمكن للتربويين المعنيين بالميدان التربوي توظيفها؛ بغية تنمية الحسّ الجماليّ لدى الطلبة، وجعل التعليم ذا متعة؛ وجاذبًا للطلبة، سواء أكان ذلك في المباحث الإنسانيّة أو المباحث العلميّة، فعالَم الخير والجمال عالم كونيّ يتعلق بكلّ معاني الحياة ومجالاتها، ما يعني ضرورة ربط التعلّم بخبرات جماليّة ذات معنى، علاوة على أنّه كفيل بإحداث التوازن بين المجالات المعرفيّة والعلميّة والإدراكيّة، من جهة، وتتمية الحس الوجداني والانفعاليّ، والقيم الجماليّة والروحيّة، ما يحعل المتعلّم ذا شخصية متوازنة عقلًا ووجدانًا، متفائلًا مُقبِلًا على الحياة، مندمجًا مع أسرته ومجتمعه ومحيطه.

ويسهم المنحى الجماليّ في تحفيز التفكير الإيجابيّ لدى الطلبة، ذاك أنه يربط بين التفكير والشعور، ويكسبهم مقدرة تعبيريّة، وينمّي خيالاتهم، ويهذّب وجدانهم، ويذكي مشاعرهم، ويضبط انفعالاتهم، ويوطّد اندماجهم الاجتماعيّ، ويقودهم إلى تكوين علاقات عاطفيّة أصيلة، تنظيم علاقاتهم الإنسانيّة بتناسق وانسجام بعيدًا عن السوداويّة أو التشاؤميّة،

المنحى الجمالي يساعد الطلبة على ضبط تصرفاتهم وتعديل سلوكاتهم، وتفهُّم مشاعر الآخرين وأفعالهم، وتقبّل الآخر والاختلاف، ونبذ التطرّف والتعصّب، وذلك بتقديم المعرفة والحقائق بأسلوب أدائيّ يبدو فيها المحتوى التعليميّ وكأنّه لوحة فنيّة، تستنهض ما لديهم من مكامن التأمّل والمخيال الذهنيّ والتذوق الجماليّ، وإيجاد التآلف والتناسق بين الأفكار المطروحة، بل إنّ المنحى الجماليّ في التعليم وتربية النشء يأخذ بأيديهم إلى تحويل الضغوطات الحياتيّة إلى انفراجات وانبلاجات، والتحدّيات إلى فرص مشرقة ومواقف القنوط إلى قصص نجاح.











طباعة
  • المشاهدات: 2242
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم