30-03-2022 03:04 PM
بقلم : تمارا إبراهيم قنديل
أما الآن لا أملكُ سوى اِبتسامةِ وجهي اللامعة، وأصواتٍ ترفرفُ كمهرجٍ يرتدي ثيابًا تُميّزه عن كلِّ شخصٍ هناك، ويعلو صوتُ المكانِ بضحكته ِالمرتفعة، ويدورُ حولَ مشجعيه، ويلتقطُ بعض الصور مع الأبرياء السُعَداء، لا أعلمُ إن كانت سعادتُه المفرِطة هي تعبيرًا حقيقيًا أم يغطّي ألَمَهُ بقناعِ السعادة! ويكشفُ الوجهَ الآخر!
يُشبهُني كثيرًا بكلِّ تفاصيلِه الجميلة الجذّابة أو الكاذِبة أحيانًا لإخفاءِ أوجاعهِ، وكلماتي العالقة بين أحبالي الصوتيَّة ولا أستطيعُ البوحَ بها، لعدمِ وجودِ أشخاصٍ، كَمشجعي المُهرِّجِ الجميل..
كم أتلهف لتلك اللحظة التي أكونُ بها معلنة عمَّا يدورُ بيني وبين أعماقي، أغمضتُ عينيّ للحظةٍ، وبدأ يقترب من أُذنيّ صدى صوتِ خطواتِ أناسٍ أمامي..
نعم أراهم ولكن بصورةٍ مشوَّشة، تَهيّأ لي أن خطواتهم أشبهُ برجلٍ كبيرٍ، وضخم، ومخيف ينفرُ الناسُ منه، وتهتزُ الأرضُ عندما يمشي خطوةً تلو الخطوة، ويخلو المكانُ أمامي، ولكن عندما فتحت عينيّ وجدت نفسي أمامَه ورأيتُهُ بصورتِه اللطيفة المُضحكة رغمَ وحشَتِه وعُبوسِ وجهِهِ ولباسِه الممزق وفرارِ الناسِ منُه.. إلّا أنني رأيتُهُ الملاكَ البريء ولباسَهُ الجميل بالطبع
رأيتُه بالصورةِ التي أرى نفسي بها من الداخل.
ولكن الفرقُ بيني وبينه هو "الثبات" ..
يعلن ثباتَهُ وبراءتَهُ وجمالَهُ عند أولِ مسرحٍ يعلن عن مهرجيين جادِّين ويمتلكون الضِّحكةَ والحبَّ.
الثبات الذي أبحثُ عنه لم يكن إلّا من إرضاءِ ذاتي، حتَّى لا أحتاجَ إلى نفسٍ أُخرَى تواجِه معي أيامي، أريدُ أن أسمعَ صريخَ وحَدتِي بنفسي، وأكونَ داخلَ قفصِ السلام.
من كتاب تباريح الهوى - تمارا قنديل