02-04-2022 08:39 AM
سرايا - يعتبر دعاء نية صيام رمضان من الأمور المهمة للغاية مع قدوم الشهر الكريم؛ لأن النية لها أهمية كبيرة في جميع عبادات الإسلام.
وتحدد النية هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور؛ لذا يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" متفق عليه.
وبخصوص نية صيام رمضان، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة.
دعاء نية صيام رمضان
يقول المسلم في دعاء نية صيام رمضان: "اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملا لوجهك الكريم إيمانا واحتسابًا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولا".
والنية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن وإما شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلًا قبل الفجر، وأن يعيِّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: نويت صيام غد من شهر رمضان.
ويرى أئمة آخرون أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، ووقت النية عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسي في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى.
وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه -كصوم رمضان- لذا يمكن أن ينوي المسلم في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان لوجه الله.
ولم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه صيام فرض، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحًا.
توقيت نية صيام رمضان
وتصحّ النيّة؛ إمّا بتحديد صيام اليوم، أو تحديد صيام شهر رمضان كاملًا، كقَوْل: "نويت صيام شهر رمضان"، ويتحقّق بذلك صيام اليوم، أو الشهر المُحدَّد، وتكفي نية واحدة لصوم رمضان في أول ليلة منه، ويستحب تجديد النية في كل ليلة خروجا من خلاف العلماء، والنية محلها القلب ولا يشترط التلفظ بها.
ومن الأدعية المستحبة عند بدء صيام رمضان: "الْلَّهم أَهِلَّه عَلّيْنَا بِالْأَمْنّ وَالإِيْمَانَ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامَ وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلَّلَة وَدِفَاع الْأَسْقَام وَالْعَوْن عَلَى الْصَّلاة وَالصِّيَام وَتِلَاوَة الْقُرْآَن.. الْلَّهم سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلَّمَه لَنَا وَتَسَلَّمْه مِنّا مُتَقَبَّلًا حَتَّـى يَنْقَضِي وَقَدّ غَفَرْتَ لَنْا وَرَحِمْتَنَا وَعَفَوْتَ عَنَّا فَمَنْ صَامَه وَقَامَه إيْمَانًا وَإحْتِسَابًا خَرَجّ مِـٍنَ ذُنُوْبِه گيَوْمَ وَلَدَتْه أمُّه".
وكذلك دعاء "اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في رَمَضَان صِيامَ الصائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ إلى مَرْضاتِكَ وَجَنّبْني سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِقِرآءةِ آياتِكَ".
بدورها تحدثت دار الإفتاء المصرية عن الأدعية التي كان النبي محمد يستقبل بها الشهر الفضيل، ومنها: "اللهم بلغنا رمضان وأزرُقنا توبة ترُضيك عنا وأجعل لنا نصّيبا من رّحمتك واجعلنا من الصائمين الذاكرين وممن يفوزون".
وأوضحت أنه رُوى عن النبي صلى عليه وسلم أنه إذا رأى هلال رمضان أو شهرًا هجريًا آخر قال: "اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ"، رواه الترمذي في سننه.
وجاء في ما رواه "الدارمي" بلفظ مختلف: "اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ والإيمَانِ، والسَّلامَةِ والإسْلاَمِ، والتَّوْفِيقِ لِمَا يُحبُّ ربُّنا ويَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ الله".
أما عن فضل الدعاء في رمضان، ففي هذا الشهر الكريم تُفتَح أبواب السماء، وتكثُر الخيرات، وتتنزّل الرحمات، ويستجيب الله دعوات العباد، ويعتِق في كلّ ليلةٍ من ليالي الشهر الفضيل عباده المُقبلين عليه من النار.
ويستدل على ذلك بقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إنَّ للهِ تعالى عتقاءَ في كل يومٍ وليلةٍ، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُستجابةٌ).