03-04-2022 09:28 AM
سرايا - لا شك أن تحضير البيت وتجهيزه لرمضان يخلق بيئة جميلة تعكس ذوق أفراد العائلة وتحفز الأطفال للاستعداد النفسي لاستقبال شهر رمضان، وقد تهيئ الفرصة لتنمية مهاراتهم الفنية من قص ولزق وتعليق، وتظهر آثار الفرح بالتعاون والمشاركة.
الصغار والزينة :
"لزينة رمضان طقوس مميزة في عائلتنا"، بهذه الكلمات وصفت الأربعينية خولة جابر اهتمامها بتزيين منزلها قبيل حلول الشهر الفضيل.
وتقول "نشأت ببيت محب لإضفاء أجواء البهجة والفرح في شهر رمضان، وانتقل هذا الحب لأسرتي الجديدة قبل 10 أعوام، فكم يفرح أطفالي الثلاث عندما نبدأ بتحضير الزينة وتعليقها".
وترى خولة أن الاختيار النوعي للزينة بمشاركة الصغار يعزز ثقتهم بأنفسهم، كما تدور النقاشات والتساؤلات حول أسباب الزينة، ومن اخترعها وتاريخها.
وتضيف "المناسبة تستحق هذا الاستقبال والتهليل، وتستحضر الأسرة أهمية الشهر الفضيل وما يعززه من قيم إيجابية، كما ترسم ذكريات جميلة للحظات حلوة لها مذاقها الخاص عند الكبر، وتربط بين أحلامهم الخاصة وذكرياتهم المحببة، فتنسج لهم نفسية وضاءة يستدعونها كلما هل شهر رمضان".
التزيين مدرسة عصرية :
الخمسيني أبو عماد، يتشارك مع زوجته وأبنائه بتعليق الزينة في المنزل، ويقول "عملية التزيين مدرسة عصرية في كل بيت تستحضر تاريخ إنارة المساجد بقناديل الزيت حتى تطورت إلى الإنارة الكهربائية، وتومض الشاشات الإلكترونية بصور المشاركة للحظات الجميلة، فتتحول إلى مهارات تدوين خالدة بالحرف والكلمة والصورة والفيديو".
ويضيف "يراقب الطفل عملية عودة الزينة إلى مخابئها للحفاظ عليها أو لتحاشى الكلف المادية مستقبلا، فتكمل تربيته إداريا واقتصاديا، فهي مدرسة الحياة والتي قد نستهين بها أحيانا".
بيوت عامرة بالأنوار:
سميرة كيلاني الباحثة في الاقتصاد المنزلي وصاحبة كتاب "عندي فكرة" تقول "شهر رمضان الفضيل، الأيام الثلاثون المميزة بروحانيتها وطقوسها الاستثنائية، ننتظره بشوق. زائر يملؤنا بوافر الإحسان والزهد والترفع والتعبد .. نستعد له ونفرح لقدومه".
تضيف كيلاني "من الجميل أن تصبح بيوتنا عامرة بالأنوار المبهجة ورموز الأهلّة والنجوم في شهر الخير، فهناك العديد منها منتشر في الأسواق، كما أن هناك بعض السيدات يحرصن على تشكيل قطع فنية خاصة بشهر الخير بأيديهن".
وتقول كيلاني، تستطيع ربة المنزل تخصيص زوايا للصلاة والعبادة وقراءة القرآن الكريم، تتشارك الأسرة في ترتيبها وتنسيقها، فنصنع ركنا هادئا في قلب البيت، نمدّ سجادات الصلاة ونزين الأركان بالمسابح.
وتشير إلى أن ربة البيت المدبّرة، تحتفظ بزينة الشهر الفضيل في صناديق مرتبة محمية من الغبار والأتربة، لكي تستعملها سنة بعد سنة، وتضيف عليها بعض الرتوش، وربما تصنعها بيديها بمشاركة أطفالها، فتضفي طابعا مميزا وشخصيا وروحا للأركان، فتصبح بيوتا تشبهنا وتعبّر عن أذواقنا.
وتنصح كيلاني السيدات بعدم تأجيل تنظيف وتجهيز المنزل لاستقبال الشهر الفضيل قبل قدومه بيوم أو يومين فقط، فمن الأنسب والأيسر لها تنظيف السجاد والشبابيك وغرف المنزل تدريجيا، مثلا بتخصيص يوم للشبابيك، أو تنظيف ركن معين في المنزل أو غسيل الستائر والسجاد والكنب، وهكذا.
وتتابع "عند الانتهاء من تجهيز ركن معين في المنزل، سواء غرفة الطعام أو المعيشة أو المطبخ، يمكننا أن نضفي عليه لمسات جمالية، ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل مثل تغيير بعض المفارش أو "الكوشات"، وتعليق الفوانيس".
وتقول كيلاني "الصائم بعد نهار طويل من الصبر وتربية النفس يحتاج إلى مكافأة مجزية من الأطايب وقت الإفطار، فتتفنن سيدة المنزل بتحضير ما لذ وطاب، لذا عليها أن تحضّر أولا قائمة باحتياجات مطبخها، وتتسوق بذكاء قبل حلول الشهر الفضيل، بعد أن تقوم بعملية جرد لما تحتويه ثلاجتها وخزائن المونة، وتبتاع بتروٍ، وتخطط لأسبوع تلو أسبوع خطة طبخاتها، وتعلقها على الثلاجة، فيسهل عليها التحضير والطهي وتتفرغ للعبادة وتنظم وقتها".
وتختم كيلاني "وبعد أن تجتمع العائلة وتتناول بسم الله وما رزقها الله عز وجل في الشهر الفضيل، تتعاون في تنظيف الطاولة، والتعاون بروح المشاركة التي تطرح البركة وتخفف عن الجميع، يتعاونون في جلي الأطباق وصنع الشاي وتحضير الحلوى، ويستعدون لصلاة التراويح في ركنهم الهادئ، ينامون ربما، أو ربما يسهرون حتى وقت السحور، ليشحنوا أجسادهم بالقوت الذي سيمدهم بالطاقة ويعينهم على صيام يوم جديد".
المصدر - الجزيرة