03-04-2022 10:37 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
عند الحديث عن التسامح فاننا نتحدث عن قيمة عظيم من قيم مهارات الاتصال والتواصل مع الاخرين والتّسامح ، وأحد المبادئ الإنسانية، التي حولها الضمير الانساني إلى واقع يتعامل به كل منا في حياته اليومية العملية، بنسيان الماضي المؤلم بكامل إرادته، والتنازل عن حقه فيما يلحقه من الآخرين من إيذاء وتنازل نابع من قوة الايمان بان ما في الانسان من قيم عظيمة تطغى على كل ما هو خارج اطار العقل ورغبة صادقة في طيب العيش والمقام في الآخرة، فهمته عالية، وهدفه شامخ راقي، وهو الوصول لى مستوى راقي من الحياة والعدالة التي يتشدها قبل اي انسان .
التسامح ليس معناه التنازل عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب، وما غلب عليها من الحب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان، والتسامح ليس تنازل من ضعف أو خوف وقلة حيلة؛ بل هو صادر عن قوة إرادة وعزيمة صادقة في الانتصار على النفس والذات بكل إيجابية، بعيداً والمسرب الاصح عن السلبيات وما يٌصاحبها من الغضب والقسوة والعدوانية للغير بدون مبرر او سبب .
والتسامح هو التماس العذر للمخطئ، وان لم يكن فلنبحث عن عذر ،والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح المسار والنهوض من كبوته لما فيه خير له ولمجٌتمعه وأمته، وهي لغة السعادة، وطوق النجاة من الغرق في طوفان المشاكل والأحقاد والعداوات ، واضاعة الوقت في ما لا يفيد .
والتسامح صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب، وهو يعني العفو عند المقدرة شكرًا لمن منحك التسامح وقوة الفعل على ان يكون منك سلوك يقول نعم للخير على هذا التمكين.
وهو مفهوم ومصٌطلح يعني عدم ردّ الإساءة بالإساءة، فالنفس النقية الصافية هي النفس التي تترفع عن صغائر الأمور وتسمو بها إلى المعالي، ولا يتأتى لها ذلك إلا عندما تكون متسامحة. التسامح خُلق الرسل والأنبياء عليهم الصلاة و السلام والمصلحين في الأمم على مر التاريخ، لأن التسامح بوابة لتحقيق ما أرسلوا به وما يدعون إليه، ولما له من دور فاعل في تحقيق الهدف المنشود، وتماسك المجتمعات والشعوب، واصطفافهم في وجه الشر والفساد، ونبذ الفرقة والخلافات والصراعات بين جميع أفراد المجتمع، لما يفضي إليه من روح الإخاء والعدل والتراحم بين الناس.
التسامح بالأصل هو من أجل الفرد نفسه، وليس من أجل غيره، فمتى كان متسامحًا، عاش بسعادة وراحة بال، وابتعد عن مواطن الزلل والخلافات والنزاعات، التي تدخله في دوامة الأخطاء والمصادمات وما هو أبعد من ذلك من ولوج عالم الجريمة وطريق المهالك
فالتسامح هو فرصة لوئد الجريمة في نحرها وعدم اتاحة المجال لملودها ان يولد ، ولا لغصنها ان يزهر ، ولا لجذرها ان ينبت ، وهو مساحة لكبح جماح غولها الشرس ، وهو فرصة لنقول لكل من قد يسيئ كما قالها من قبل سيد البشرية : اذهبوا فاتنم الطلاقاء .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-04-2022 10:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |