04-04-2022 10:12 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
تعدّ دائرة الإفتاء الأردنية من أكثر دوائر الإفتاء جدارة في العالم، لم يحدث يوما أن أخفقت في أي مهمة أسندت اليها ، ففي كل فتوى أو قرار صادر عنها تستند على نصوص قرآنية وأحاديث شريفة، مانحة قراراتها وفتاويها الأطر الشرعية اللازمة والتي تحسم أي جدل بشأنها وتلغي أي مساحات ضبابية.
ما حدث أمس الأول وتحديدا بعد اعلان مفتي المملكة عبد الكريم الخصاونة، أن يوم السبت هو المتمم لشهر شعبان، وأن يوم الأحد هو أول أيام شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1443، مسألة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، ذلك أن تنمرا واضحا مورس على دائرة الإفتاء وعلى متخذي القرار، وهو ما يرفضه العلماء والعقلاء وكل مواطن يدرك جيدا أنه لا يمكن أن يصدر أي قرار عن دائرة الإفتاء وعن مجلس الافتاء والبحوث والدراسات الاسلامية وقد أحاطته أي شكوك أو ضبابية فيه، كما أنه لا يحتاج لتبرير أيّ من قراراته، أيّا كانت الأسباب، ذلك أنه يدرك جيدا ما يصدر عنه من قرارات ويعي أن المملكة بأسرها ستعمل به، بالتالي فان قراراته وفتاويه من غير المقبول نقدها أو حتى اثارة التساؤلات حولها .
فضيلة الشيخ الخصاونة تحدث عن اجتماع مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية، بحضور وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية محمد الخلايلة وقاضي القضاة عبد الحافظ الربطة لاستطلاع هلال شهر رمضان المبارك، على اعتبار أن الأهلة هي آية دالة على عظمة الله وقدرته وهي مواقيت لعباداتنا ومواقيت صومنا وحجنا، وامتثالا للأمر الرباني بوجوب صيام هذا الشهر عند شهوده، واستجابة لتوجيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوجوب استطلاع هلال رمضان في بدايته ونهايته، اطلع المجلس بعد الدراسة والتمحيص من معلومات علمية وفلكية من قبل المختصين برصد الأهلة وبعد التوكل على الله والاعتماد عليه، بالتالي قرر أن السبت هو اليوم المتمم لشهر شعبان، وبذلك اليوم الاحد هو اليوم الأول من شهر رمضان مبارك، موضحا بذلك تفاصيل رؤى كل من طلب تبريرات لأن يكون الأحد أول أيام رمضان وليس السبت كما عدد من الدول في العالم، فللأمر ترتيباته الدينية والفلكية.
ما حدث يوم الجمعة مسألة مرفوضة، ولا يمكن لأحد قبوله، ففي قرارات دائرة الإفتاء ومجلس الافتاء، ثقة كبيرة عند كل صاحب قناعة دينية وعلمية، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتعرض للتنمر أو حتى الجدل، ليس فقط لكونها تستند على أسسس دينية وعلمية، إنما أيضا لكونها لم تكن يوما خاطئة أو محل جدل أو ضبابية التفاصيل، وحتما كل من أعلن أن يوم السبت «أمس» رمضان استند على أسس دينية وعلمية، كما هو الأردن.
مفتي المملكة، أشار إلى وجود 5 مراصد في الأردن موزعة في رم ووادي موسى والمسجد الحسيني وإربد والسلط ومأدبا وهو مرصد حديث جدا ويضم أحدث الأجهزة في الدول العربية ويتجه تلقائيا للقمر ولا يحتاج لتوجيه، وحتما لمثل هذه المعلومات الهامة توجيه بسلامة القرار ووضوحه ودقته، وكلّ من يرى غير ذلك أو يؤشّر لما هو سلبي يسعى لإيجاد قضية سطحية مرفوضة من قبل كل ذوي الألباب.
ويضاف لكل هذه المعلومات ما كشفت عنه الجمعية الفلكية الأردنية أمس أنه لم يتمكن أحد من الراصدين في المشروع الاسلامي لرصد الأهلة والذين يشرف عليهم مركز الفلك الدولي وعددهم (1500) عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلة وحساب التقاويم من مختلف بقاع العالم، من رؤية الهلال مساء الجمعة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب، الأمر الذي يجدد التأكيد على أن القرار الأردني صائب وسليم ولا جدال بشأنه ولا ضابية تحيطه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-04-2022 10:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |