06-04-2022 08:26 AM
سرايا - وسط سريان المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، تتوالى عروض تهدد مجراها، وتذهب بالأزمة لتصعيد جديد، ومنها عرض بولندا باستضافة أسلحة نووية أميركية لتقوية موقف كييف وشرق أوروبا ضد موسكو.
ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية في 24 فبراير، اتخذت الحكومة البولندية مواقف تصعيدية لم تهدأ ضد روسيا، بدايةً من الضغط على الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" لفرض عقوبات على وارادات الغاز والنفط الروسي، وإرسال بعثة حفظ سلام من الناتو لأوكرانيا، وصولًا لطرد 45 دبلوماسيًّا روسيًّا من أراضيها.
وتطوّر الموقف البولندي بإعلان الاستعداد لتخزين أسلحة نووية أميركية، حين صرح نائب رئيس الوزراء، ياروسلاف كاتشينسكي، لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية بأن بلاده منفتحة على استضافة قنابل نووية أميركية، داعيًا واشنطن لزيادة وجودها من 100 ألف جندي إلى 150 ألفًا في الأراضي الأوروبية.
جاءت تلك التصريحات بعد أيام على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بولندا، والذي أكد خلالها أن البند الـ5 من ميثاق الناتو يمكن الاعتماد عليه، في إشارة إلى نصّه على الدفاع عن الدولة العضو التي تتعرض لهجوم، وذلك وسط مخاوف بولندية من تعرضها لتهديد روسي.
ودعت بولندا الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات على روسيا، وشدد رئيس الوزراء على أنه لا عودة للحالة الطبيعية مع موسكو.
مواقف حادة
وعن أسباب مواقف بولندا الحادة، يرى رئيس قسم العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، أنها تعكس أن مواقف دول شرق أوروبا المتشددة ضد روسيا تتماهى مع الولايات المتحدة أكثر من المفوضية الأوروبية، كما اعتبر أن التصريحات تتناسب مع زيادة تسليح أوكرانيا، وسياسة ردع روسيا.
وتكمن خطورة التصريحات أنها تأتي ردًّا على إبداء الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو (بيلاروسيا على الحدود الشرقية لبولندا) استعداده لاستقبال أسلحة نووية روسية؛ لذا تدعو بولندا "الناتو" وواشنطن لنشر أسلحة نووية من جانبهم، وفق زهير.
فرص التنفيذ
كانت بولندا هي المحطة الأولى لواشنطن لتقديم الدعم العسكري لكييف في الحرب، وتعزيز وجود الناتو، حيث أرسلت بطاريتي صواريخ باتريوت لبولندا، بناءً على دعوة الثانية لها.
ورغم تقديم وارسو عرضًا لواشنطن بإرسال طائرة روسية الصنع وطائرات مقاتلة "ميغ - 29" أميركية الصنع إلى كييف، في مقابل تزويدها بطائرات أميركية "إف - 16"، لم تتجاوب الثانية مع العرض البولندي بأي شكل.
وربما يلقى مقترح نشر أسلحة نووية في بولندا نفس مصير صفقة الطائرات، حيث يجد زهير أن الخطوة غير مطروحةٍ حاليًّا، متوقعًا أنه في مرحلة لاحقة، إذا لم يتم حل صراع "الناتو" وروسيا، ستبدأ واشنطن في تخزين أسلحة نووية في بولندا وشرق أوروبا.
تأثير الخطوة
يُحذّر متخصّصون من الانزلاق لحرب نووية مع نشر روسيا بطاريات صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية بمحيط أوكرانيا، واحتمال لجوء موسكو للردع النووي لشق طريقها في أوكرانيا لو طالت الحرب.
ويقدر مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين، لهانس كريستنسن، امتلاك موسكو 2000 رأس حربي من الأسلحة النووية التكتيكية، بينما تمتلك واشنطن 100 رأس حربي في أوروبا.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن استضافة بولندا لأسلحة نووية أميركية تصعيد للمواجهة، وسينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لها على أنها خطوة "استفزازية".
ويوضّح زهير أن نشر أميركا أسلحة نووية في بولندا له تداعيات سلبية، وقد يعيد حقبة احتدام سباق التسلح، ويعقد الأزمة الأوكرانية بعيدًا عما تطرحه المفاوضات الجارية حول التزام أوكرانيا الحياد بين روسيا و"الناتو".