06-04-2022 08:43 AM
سرايا - أعلن المفسر والعالم المفكر بسام نهاد جرار "أبو عمرو" مؤسس ومدير مركز نون للدراسات القرآنية في رام الله أنه من غير الصحيح أن نهاية الدولة الإسرائيلية تعني اقتراب اليوم الآخر مؤكدا أن التغييرات الجامحة في العالمين العربي والإسلامي من الممكن ان تجعل الغرب يقتنع بان إسرائيل باتت عبئاً ثقيلاً يهدد مصالحهما.
وقال الشيخ جرار، في حوار صريح وجرئ إن ضعف أميركا سيكون سببا رئيسيا في زوال إسرائيل، الأمر الذي توقع أن يحدث عام 2022 ، مضيفا أن مقدمات ضعف أميركا بدأت منذ زمن طويل وان دخولها في حرب ضد أفغانستان وأخرى ضد العراق سيأتي بنتائج عكسية تماماً.
والشيخ جرار من سكان مدينة البيرة-رام الله في فلسطين، خريج كلية الشريعة في دمشق، ويعمل أستاذاً في كلية معهد المعلمات في رام الله، وله جهود كبيرة في التصدي لجمعيات المرأة المشبوهة التي كانت تهدف إلى إفساد الفتاة المسلمة، وسن القوانين بما يخالف الشريعة الإسلامية ويتفق مع النظم الغربية الوضعي .
وللشيخ سلسلة كبيرة من الدروس والمحاضرات والندوات والدورات واللقاءات التلفزيونية ، قسم كبير منها مصور في أشرطة فيديو وأشرطة كاسيت وأقراص ليزر، توقفت دروسه الدورية في الانتفاضة الأخيرة بسبب الظروف الأمنية .
توجت جهود الشيخ بإنشاء مركز نون للدراسات القرآنية، وهو مركز يعنى بالدرجة الأولى بالأبحاث القرآنية ، ويتخصص في دراسة الإعجاز العددي أو الإعجاز الرياضي، ومن خلاله تصدر الكتب والأبحاث، ويجيب الشيخ عن الأسئلة، وتعقد الدورات والندوات .
وفي هذا الحوار الجريء والصريح تحدث أبو عمرو حول العديد من الأمور منها .. زوال إسرائيل بين الوهم والحقيقة والزوال في القرآن ووضع إسرائيل الحالي والإنهيار وتحدث الشيخ أيضاً عن القضية الفلسطينية والمسارات القادمة والعديد المحاور الشرعية المتنوعة التي تهم الواقع الإسلامي.
بدأ الشيخ بسام جرار حديثه لـ "إيلاف" قائلاً: يظن البعض أنّ نهاية الدولة الإسرائيلية تعني اقتراب اليوم الآخر، وهذا غير صحيح، ولا أصل له .. أمّا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم السّاعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...." فقد ذهب بعض العلماء إلى القول إنّ المقصود بالحديث حتميّة الوقوع، وليس المقصود أنّ قتالهم من علامات القيامة و نقول: حتى لو كان المقصود أنّ قتالهم هو من علامات يوم القيامة، فمن قال إنّ زوال دولتهم هذه في فلسطين هو آخر قتال لهم في الأرض، وإلا فما معنى قول الله تعالى في خواتيم نبوءة الإسراء: " وإن عُدتُم عُدْنا "، وهل نسينا أنّ عامة أتباع الدّجال هم من اليهود، وفق ما جاء في الحديث الصّحيح بل إنّ بعض روايات الحديث الصحيحة تُصرّح بأنّ المقصود بالحديث قتال المسلمين تحت لواء المسيح عليه السّلام.
ولا ننسى أنّ زحف الدجّال يكون من الشرق إلى الغرب، وهذا يشير إلى محاولة ثالثة للعودة إلى الأرض المقدّسة، ولكنّها تخفق، لانّ قضاء الله بمرّتين .. وعلى ضوء ذلك يمكن أن نفهم بعض دلالات قوله تعالى: " وإنْ عُدتم عُدنا "، ويصبح القول بأنّ الحديث يُفيد علامةً من علامات يوم القيامة راجحاً.
- المستقبل من علم الغيب فكيف تحددون زوال إسرائيل وبسنة محددة إضافة الى اعتمادكم على الإنجيل والتوراة وانتم تعلمون انها كتب محرفة ؟
*القران والسنة يكشفان الكثير من غيوب المستقبل ونحن نحاول ان نتوصل الى ذلك من خلال قراءة ودراسة الألفاظ القرآنية ونحن لا نعتمد إطلاقاً على التوراة والإنجيل ولكن قد نلفت الانتباه الى وجود بعض الأمور الموافقة لما ورد في القران الكريم ولا مانع من ذلك شرعاً .. والمعلوم ان تحريف التوراة والإنجيل يعني ان فيهما حقاً مختلطاً بباطل البشر وإلا فما معنى قول العلماء ان التوراة الإنجيل يحتويان على نبوءات تتعلق ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقد أوضحنا ذلك في خواتيم كتاب زوال إسرائيل .
-هل يلزم بالضرورة ضعف أمريكا قبل زوال إسرائيل على اعتبار أن أمريكا هي من يدعم ويمد إسرائيل بالمال والقوة ؟
*التغييرات الجامحة في العالمين العربي والإسلامي من الممكن ان تجعل الغرب يقتنع بان إسرائيل قد باتت عبئاً ثقيلاً يهدد مصالحهما وأنا أميل لقول هو ان ضعف أمريكا سيكون سببا رئيسيا في زوال إسرائيل .
-هل هناك مؤشرات تدل على قرب ضعف أمريكا وهل هذا الضعف ممكن في ظل هذه القوة الأمريكية ، وهذا الضعف الإسلامي الكبير ؟
*مقدمات ضعف أمريكا بدأت منذ زمن طويل وذلك في المستوى الاجتماعي والاقتصادي وارى ان دخول امريكا في حرب ضد أفغانستان وأخرى ضد العراق سيأتي بنتائج عكسية تماماً ونتوقع ان يعاني الأمريكان كثيرا في المستقبل القريب .
-هل يكون هدم الأقصى أحد أهم الأسباب لزوال دولة إسرائيل ؟
*لا يوجد نصوص إسلامية تشير الى هدم المسجد الأقصى وليس هناك ما يشير أيضاً الى عدم هدمه والجميع يعلم ان مؤامرة الأقصى قائمة وهي خطيرة ولا شك أيضاً ان التردد الإسرائيلي تجاه الأقصى يدل على تحسب وخشية ان يؤدي المساس بالأقصى الى ردود فعل لا يمكن قياس مداها الزمني والمكاني .. والأقصى هو الموقع وليس البناء فقط وعليه فليست الخطورة تكمن في الهدم بقدر ما تكمن في المزاحمه ومزاعم الاحقية.
-انتم اكدتم زوال اسرائيل والشيخ احمد ياسين اكد ان زوال اسرائيل سيكون في غضون العشرين عاماً المقبلة وكثيرون غيره يؤكدون ذلك .. السؤال هو : بعيداً عن الحساب العددي كيف ترى كيفية زوال إسرائيل ومتى ؟
*ما يمكن ان يزيل إسرائيل امور من اهمها : قيادات إسرائيلية تتخذ قرارات غير حكيمة وهذا متوفر ــ تراجع الأيمان الصهيوني وبروز تناقضات داخل المجتمع الإسرائيلي وهذا ايضا متوفر ــ اقتصاد إسرائيلي لا يستطيع ان يوفر الرفاهية التي اعتادها الإسرائيليون يضاف الى هذا وضع امني سلبي كل ذلك سيؤدي الى نزف بشري ويمنع ان تكون اسرائليل دولة استقطاب يهودي وبوادر ذلك متوفرة ــ سمعة إسرائيل سيئة وواقع دولي متغير ــ صعود إسلامي يفرض متغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية .
-ل تتوقع تغيرات مفصلية في العالمين العربي والإسلامي خلال الفترة القادمة ، كمقدمة لزوال إسرائيل ؟
*التغيرات في العالمين الإسلامي والعربي ملحوظة منذ زمن وعلى وجه الخصوص في المستوى الفكري وهذه هي المقدمة الضرورية لحصول التغيير في باقي المستويات، وما حصل من أحداث بعد 11 سبتمبر سيكون له الأثر البالغ والمتسارع وسيقلب الكثير من المعادلات .
-إن حساباتك بناء على الرقم 19 هي مجرد نظريات شخصية لم يورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم و عن أصحابه ان فسروا القرآن بالأرقام ؟
*ان مسالة الأعجاز العددي هي مسالة استقرائية فنحن نقوم بوصف ما هو قائم فإذا وجد القاريء ان الملاحظات العددية تحمل دلالات ما فهذه مسؤوليته اما نحن فنكتفي بالوصف من هنا وفي كتاب زوال إسرائيل 2022م نبوة ام صدف رقمية .. قد يخرج القاري بحكم أنها توافقات لا تدل على الزوال , اذا عرفنا هذا فلا داعي بعد ذلك ان نتساءل : لماذا لم يفعل الصحابة ذلك؟ فلا يعقل ان يكون الصحابة رضوان الله عليهم قد احاطوا بكل معاني وعلوم القران ولم ينقل عن الرسول صلى اللله عليه وسلم في تفسير القران الكريم الا القليل قياسا الى مجموع الايات الكريمة .
-لديكم بحث عن المهدي عليه السلام ويكشف الكثير من الامور حوله ولكن لم ير النور خشية الفتنة كما تقولون ولكن الا ترون انه ايضا حرمان للكثير من الفئات ؟
*ان الإلمام بالأنماط العددية في الألفاظ القرآنية يساعد كثيرا في استجلاء بعض أسرار كتاب الله العظيم وقد قادتنا بعض الدراسات العددية الى تصور غير كامل حول زمان المهدي عليه السلام ونحن في الغالب لا نتبني مسالة حتى تتواتر عليها الأدلة ثم ان الإكثار من نشر مثل هذه الأبحاث قد يسئ الى قضية الإعجاز العددي فالمعلوم ان هذا المسلك جديد لذا نحتاج الى الولوج برفق .
-هناك من ينتظر المهدي الآن كي تتحرر فلسطين ، سمعنا ان لك رأياً آخر ، يقول إن تحرير فلسطين يسبق ظهور المهدي، وان المهدي يخرج وقد تحررت ، فما تفصيل قولك في هذا ؟
*ليس في نصوص المهدي الصحيحة والحسنة والضعيفة ما يدل على المهدي سيقاتل اليهود او يخرجهم من فلسطين ونحن نعجب ممن يذهبون الى هذا القول عن غير دليل وقد قام الدليل من الأحاديث الشريفة على ان عامة اتباع الدجال هم من اليهود .
ومعلوم ان الدجال يقود زحفاً شرقياً باتجاه الأرض المقدسة فلسطين ويكون ذلك في اخر عهد المهدي وقد يعني ذلك ان خروج اليهود من فلسطين سيكون فميا يبدو باتجاه الشرق وبعد مضي زمن لا ندري قدره ستكون لهم محاولة للعودة يقودهم فيها ملكهم الدجال ولكن هذه العودة ستخفق في تحقيق هدف السيطرة والاستقرار لان حكم الله ان لا يكون ذلك لان وجودهم الحالي هو الإفسادة الأخيرة .. اما عودتهم مع الدجال فقد تكون ما اشار اليه قوله تعالى " وان عدتم عدنا " فهذه العبارة تشعر بسرعة الرد , وهو ما سيكون بيد المسيح عليه السلام .
-هل ترون ان مسالة الإعجاز العددي ستصبح أكثر وضوحاً وحسماً في المستقبل لدي الكثير من الناس ؟
*مسالة الإعجاز العددي في القران الكريم هي مسالة استقرائية أي اننا نخبر بما هو موجود وكل ماهو في القران الكريم لابد ان يكون مراداً لله لاستحالة ان يكون ذلك من قبيل الصدفة .. ولايمكن ان يكون عبثاً لذا لابد ان تتجلي وجوه هذا الإعجاز في المستقبل الذي نرجو ان يكون قريباً .. وعدم اخبار الرسول صلي الله عليه وسلم بهذا الوجه يفنذ شبهات أهل الإلحاد لان عدم الاخبار ينفي احتمال ان يكون هذا مما تكلفه الرسول اما عدم معرفة السلف رضوان الله عليهم لهذا الوجه فامر متوقع لان القران الكريم اعظم من ان يحيط بمعانيه واسراره الجليلة جيل من الاجيال .
-بعيداً عن الإعجاز العددي ، ما هي أهم القضايا القرآنية التي ترى أنها لم تطرق بشكل جيد ولم تزل بحاجة إلى بحث موسع وعميق ؟
*لقد اثر القران الكريم في منهجية التفكير لدي البشر مما أدى الى نهضة فكرية هائلة .. من هنا لا بد من دراسات جادة في منهجية التفكير التي يورثها القران الكريم من يتدبرونه .وفي الوقت الذي تتكون فيه الدنيا المنهجية السوية المستمدة من القران الكريم سينعكس ذلك على كل نشاطاتنا الفكرية بما في ذلك فهم القران الكريم .
- يشكك المستشرقون في الآيات الأخيرة من سورة التوبة ويدعون أنها ليست من القرآن، وسمعنا أنه ظهر لديكم أن هذه الآيات فيها إعجاز عددي فما هو هذا الإعجاز ؟
*لدينا دراسة منشورة في صفحة مركز نون الإلكترونية ولكن سيطول شرحها هنا وهي تثبت بطلان زعم المستشرقين فيما يتعلق بآخر آيتين من سورة التوبة ونقدم في هذه الدراسة دليلاً رياضياً يبين تهافت مزاعم المتقولين ويقدم مثالا جميلاً على الإعجاز العددي للقران الكريم .
-ما صحة ما نقل عنكم من قولكم بأن يحيى -عليه سلام- رفع إلى السماء ولم يقتل ؟
*اما يحيي عليه السلام لم يقتل هذا ما تؤكده الآيات القرآنية الكريمة ونحن نعجب تأثر الكثير من المفسرين بما ورد في الإنجيل من خبر مقتل يحيي عليه السلام .. اما احتمال رفعه عليه السلام فهو مجرد افتراض يخضع للبحث والتحميص ونحن في العادة لا نتبني وجهة نظر حتى تكون مؤيدة بالأدلة من القران والسنة وقد قمنا بنشر الجزء الأول من هذا البحث في صفحة مركز نون الإلكترونية .
-هل في دخول أمريكا للعراق وأفغانستان بشرى خير للمسلمين من باب (وعسى أن تكرهوا شيئاً) ؟
*عندما دخل الاتحاد السوفييتي أفغانستان تمت له السيطرة خلال أيام معدودة وتصور الناس ان الدب الروسي قد هضم هذا البلد كما فعل في الجمهوريات الإسلامية وكانت المفاجأة بعد ثماني سنوات قد هضم هذا البلد وإذا بنفس هذا الدب يتحلل وينهار ويلفظ ما في بطنه ولو نظر المرء الى هيبة امريكا قبل حربها على العراق وهيبتها اليوم لادرك انها قد تراجعت كثيرا على الرغم من أنها لا تزال في البدايات .
والذي نتوقعه ان يزداد موقفها حرجاً وسير الأمور في العراق وافغانستان معاً يشير الى ان كل يوم يطلع على أمريكا سيكون اسوا من سابقه ولن يحتاج الامر الى سنوات طويلة حتى تتضح معالم الانكماش والتراجع الأمريكي.
- كيف تقرؤون واقع القضية الفلسطينية ومستقبلها ؟
*على ضوء الأبحاث يمكن ان نقول ان العد التنازلي لقوي الظلم والاستكبار قد بدأ ونتوقع ان تكون السنوات القليلة المقبلة هي سنوات وضوح الرؤية في اتجاه الخلاص وقد كانت القضية الفلسطينية ولا تزال المحفز للامة وقد مضي الزمان الذي كانت فيه قوى الاستكبار تملك السيطرة والمبادرة من هنا نتوقع ان تبدأ الامرة شيئاً فشيئاً في امتلاك القدرة على الرد والتقدم نحو الحل الجذري على كافة المستويات ولكن المنافقين لا يعلمون .
-وماذا عن واقع قضية العراق ومستقبلها ؟
*ما يحدث حاليا في العراق سيؤثر جذريا في التحولات المتوقعة ومع مضي الوقت سيدرك الأمريكيون انهم قد ارتكبوا أخطاء فادحة وان جميع أفعالهم أدت إلي نتائج عكسية ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء .
-الكثير يؤكدون ان علامات الساعة الصغرى قد ظهرت وأننا قريبون جدا من نهاية الدنيا .. هل لديكم دراسة او وجهة نظر في هذا الموضوع ؟
-انا على قناعة تامة بان العلامات الصغرى للقيامة لم تظهر بعد والذين يدللون على ظهورها لا يدركون ان الظهور يعني ان تصبح ظاهرة عامة يراها الإنسان أينما التف , ونحن نرى ان تطور الفكر البشري اليوم هو نحو الأفضل إذا ما قيس بالواقع في القرون الماضية .
اما المدى الزمني لبقاء الدنيا فهذا يصعب تحديده ولكن لدنيا شعور نتج عن بعض الدراسات والملاحظات يقول ان بداية ظهور العلامات الكبرى قد يكون قبل نهاية هذا القرن ولكن لا يصح الاعتماد على هذا الشعور المنبثق عن بعض الملاحظات غير المكتملة ولكن الامر الذي وصلنا فيه الى درجة دون غلبة الظن ان الخمس الأول من هذا القران سيكون حاسماً في تاريخ الإسلام والبشرية ولا نظن اننا نبالغ عندما نقول ان هذا القرن سيشهد في نصفه الاول عالمية الإسلام .
وللشيخ بسام جرار سلسلة من الكتب والأبحاث منها :
-إعجاز الرقم19 في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج .
-زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صدف رقمية ؟
- إرهاصات الإعجاز العددي .
- ولتعلموا عدد السنين والحساب .
- صخرة بيت المقدس وأصحاب الكهف .
-الميزان 456 بحوث في العدد القرآني .
-رسائل نون (مجموعة من المقالات في الرد على شبه العلمانيين والملحدين)،كتبت بطلب من طلاب الجامعات .
- من أسرار الأسماء في القرآن الكريم.