07-04-2022 10:52 AM
بقلم : آية صوالحه
الكرامة.. آحدى المفاصل التاريخية وتاريخ مشرق ونصر وشهاده ويوم خالد في تاريخ أمتنا، معركة اهم ما تحقق بها وحدة الدم والهدف بين الجندي الاردني والفدائي الفلسطيني، يوم تجلت فيه مواقف التضحية والفداء في اسمى معانيها يوم مجيد في تاريخ فلسطين والمملكة الاردنية الهاشمية ففي الحادي والعشرين من آذار وقبل اربعة وخمسون عاما سطر الجيش الاردني انصع البطولات واجمل الانتصارات على ثرى الاردن الطاهر المثل للتضحية والبطولة الذي تفخر به الامه وتتباهى حيثُ سجل ابطالنا في قرية الكرامة منطقة غور الاردن على الضفة الشرقية من نهر الاردن صفحات مشرقة في أمجاد التاريخ، يوم صنعته البطولة والصمود والإصرار والتضحية ودماء الشهداء التي روت الارض لتثبت بأن الحق والعدل أسمى واعلى وأجل من هذه الأرواح والتي بالمقابل لم تذهب سُدى، أدت الى تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ووضعه في حيرة من امره.
معركه حاول فيها الكيان الصهيوني احتلال نهر الاردن فتصدى له الجيش الاردني على طول جبهه القتال من أقصى شمال الاردن الى جنوب البحر الميت بقوة،
21 /آذار- مارس/1968 سطر ابطال جيشنا العربي بدمائهم الزكية ارواح ملحمة بطولية واول نصر حقيقي في ارض الرباط في سبيل الله امتثالاً لقول الرسول ﷺ؛ بلاد الشام في ارض الرباط الى يوم القيامه.
حاول الكيان الصهيوني احتلال نهر الاردن فشن هجوم واسع النطاق في اربعة الويه حيث قامت اسرائيل بهجمات عديده استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهه الاردنية قبل بدأ الحرب بعدة اسابيع بأهداف تعتبرها اسرائيل استراتيجية ومنها: القضاء على الفدائيين الفلسطينيّن ومحاوله وضع ولو موطئ قدم على ارض شرقي نهر الاردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها الى حزام آمني للكيان الصهيوني وضمان الامن والهدوء على خط وقف اطلاق النار، وايضا زعزعه الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وارغامهم على النزوح من ارضهم وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الاسرائيلي بعد المكاسب التي حققها في 1967 وتوسيع حدودها بضم اجزاء من الاردن اليه.
بدأت القوات الاسرائيلية هجومها في فجر 21 آذار على اربعه محاور وهم مقترب العارضة، ومقترب وادي شعيب، ومقترب سويمه، ومحور غور الصافي حيثُ اشتبك الجيش الاردني مع الفدائيين من ابناء حركه فتح في قتال شرس ضد الكيان الصهيوني في عملية استمرت 50دقيقه. حيث بدأت المعركة بالسلاح الابيض والاقراص الناسفة وما زال القتال في اشده بين قوات الجيش الاردني والفدائيين ضد الجيش الاسرائيلي الي حين طلبت اسرائيل ولأول مره في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وقف اطلاق النار في حيث رفض جلاله الملك الحسين بن طلال وقف اطلاق النار طالما هناك جندي اسرائيلي واحد شرقي النهر، وتكبدت اسرائيل خسائر فادحه في المعدات والارواح فانسحب اخر جنون الاحتلال وتكبدت خسائر اضافيه خلال انسحابها جراء القصف المدفعي الاردني وكمائن المقاومة الفلسطينية المنتشرة على كافه المحاور.
استمرت المعركة خمسه عشرة ساعه من القتال العنيف وتمكنت القوات من صد الاحتلال واجباره على الانسحاب بصورة كامله، وخسر فيها الجيش الاسرائيلي مئتان وخمسين جنديا بينما ارتقى من الجانبين الاردني والفلسطيني نحو مئة وخمسه وثمانين شهيدا وتم طرد قوات الجيش الاسرائيلي من البلاد وتطهيرها.
شكلت هذه المواجهة العسكرية اول اشتباك عسكري مباشر وجهه لوجهه بين الجيش الاسرائيلي من جهة وقوات المقاومة الفلسطينية جنبا الي جنب مع الجيش الاردني من الجهة الاخرى.
وفشل العدو الغادر تماما في هذه المعركة دون ان يحقق اي من اهدافه الدنيئة على جميع المقتربات. وخرج من هذه المعركة خاسرا وتم محو غطرسته.
ومن ابرز نتائج هذه المعركة هو بيان مدى قوه جهاز الاستخبارات الاردني من خلال عدم قدره القوات الاسرائيلية من تحقيق النصر واثبت الجيش الاردني قوته في اجتياز اي ازمه سياسيه يمكن ان يتعرض لها.
ان النصر الذي سطره الجيش العربي سيبقى درة مشرقه على جبين الاردن ورمز وطني من الرموز المشتركة الذي يفخر بها كل من الشعبين الاردني والفلسطيني فكان الكرامة معركه الوجود والموت في سبيل الله تعالى الذي يهب الحياه للأخرين. وكما قال المغفور له الحسين بن طلال ان اسرائيل لديها المعدات والموارد ولكننا ايضا نعلم اننا هنا نعيش وهنا سنموت، واذا قدر لنا ان نموت فأننا سنحاول ان يكون الثمن غاليا، واكد ان الجندي العربي قادر على هزيمه الجندي الاسرائيلي وأن التضحية هي الطريق الى النصر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-04-2022 10:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |