08-04-2022 10:16 PM
سرايا - كيف يُمكن للصائم أو الصائمة استغلال شهر رمضان المبارك في الإقلاع عن التدخين، بأشكاله؟
التدخين بأنواعه، مسؤول عن إصابة الجسم بجملة من الأمراض الخطيرة، لأنّ تأثيرات نفث الدخان سلبيّة على أعضاء الجسم كافة. في هذا الإطار، تتحدّث الدكتورة منى العكام عدره عن أبرز ثلاث أمراض تصيب المدخّنين، بخاصّة:
1- سرطان الرئة
التدخين هو السبب الأول والرئيس المتسبّب بسرطان الرئة، الذي يقود بنسبة 80 إلى 90 % من الحالات إلى الوفاة؛ فالمدخّنون يتعرّضون لسرطان الرئة أكثر بنسبة 15 إلى 30 مرّة مُقارنة بغير المدخّنين، وصولاً إلى الوفاة جرّاء السرطان المذكور. في هذا السياق، تُنبّه الطبيبة إلى أن «أعراض سرطان الرئة لا تظهر في المراحل الأوّلية بل عندما يكون السرطان قد تمكّن من الجسم. عندئذ، يشكو المصاب من سعال مستجدّ لا يتوقّف حال ظهوره، وتغيّرات في طريقة السعال المزمن القائم والسعال الناتج عن التدخين والبلغم المصاحب للأخير، بالإضافة إلى قلّة الرغبة بالأكل والنقص في الوزن من دون محاولة ذلك والضيق في التنفّس والألم في الصدر والبحّة في الصوت».
2- الانسداد الرئوي المزمن
يقوم دخان التبغ بتهييج المسالك الهوائيّة، ما يؤدي إلى حدوث التهاب يضيّق الشعب الهوائية ويتلف الأهداب (نتوءات صغيرة تشبه الشعر على السطح الخارجي للخلايا حقيقية النواة، مسؤولة في المقام الأول عن الحركة سواء من الخلية نفسها أو السوائل على سطح الخلية، كما تشارك أيضاً في ميكانيكيّة الاستقبال)، فيعيق إزالة المخاط والجزئيات المجتمعة على الشعب الهوائيّة. الجدير بالذكر أن انتفاخ الرئة Emphysema والتهاب القصبات المُزمن Chronic Bronchitis هما الحالتان المرضيتان الأكثر شيوعًا اللتان تسهمان في الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن. تعدّد الطبيبة الأعراض الناتجة عن الانسداد الرئوي المزمن، هي: الضيق في التنفّس، بخاصّة أثناء أداء الأنشطة البدنيّة، والصفير الصادر من الصدر وضيقه، والسعال المزمن المصحوب أحياناً بالمخاط أبيض اللون (أو الأصفر أو المخضرّ) والالتهابات المتكرّرة في الجهاز التنفّسي والنقص في الطاقة وفقدان الوزن غير المقصود وتورّم الكاحلين أو القدمين أو الساقين.
3- أمراض القلب
يُسهم التدخين في الإصابة بمختلف أمراض القلب، كون نفث الدخان يسدّ الشرايين، ويضيّقها، ما يعني انخفاض تدفّق الدم والأُكسجين إلى القلب. في هذا السياق، تلفت الطبيبة إلى أن «أمراض القلب تعدّ من أكثر المشكلات الصحّية التي تؤثّر في صحّة الجسم بالكامل وتتسبّب بالوفاة». تشتمل الأعراض الأهمّ الدالّة إلى أمراض القلب، على: الألم في الصدر وضيقه والضغط عليه وانقباضه، وصولاً إلى الذبحة القلبيّة. أضف إلى ذلك، هناك الضيق في التنفّس والألم في العنق أو الفكّ أو الحلق أو الجزء العلوي من البطن أو الظهر، بالإضافة إلى التعرّق والغثيان وعدم انتظام دقّات القلب.
الجدير بالذكر أن المدخّن لا يُعرّض صحّته للخطر، بل عافية من يحيط به أيضاً، حيث يتأثّرون بـ«التدخين السلبي».
يحتاج كلّ مدخن من 3 إلى 7 أيّام في بداية رمضان حتّى يقلل خلالها عدد السجائر المستهلكة تدريجيّاً إلى النصف مع أداء الرياضة وشرب الماء بكثرة
الإقلاع عن التدخين خطوة صعبة، لكنّها مهمة للحدّ من خطورة الأمراض الناتجة عنه، كما لتحصيل المرء فوائد صحّية بالجملة، وكذا المحيطين به». وتضيف أن «النيّة والإرادة والعزم تمثّل الأساس في الإقلاع عن العادة السيئة»، لافتةً إلى أن «الفترة التالية للتوقف عن التدخين لا تخلو من مشاعر سلبيّة، كالتهيج والقلق والحزن، لذا تبوء غالبيّة محاولات الانقطاع عن الدخان بالفشل. من هنا، تأتي أهمّية استشارة الطبيب وطلب المساعدة والدعم».
نصائح للإقلاع عن التدخين
عن الطرق المُساعدة في الإقلاع عن التدخين، تُعدّد الطبيبة الآتي:
• بدائل النيكوتين: هي تتمثّل في أجهزة الاستنشاق وبخّاخات الأنف والعلكة ولصقات النيكوتين. تقدّم الوسائل المذكورة النيكوتين ببطء، وذلك لجعل المدخّن يتغلّب على الرغبة الشديدة في الدخان بعد الإقلاع. في هذا الإطار، تنصح الطبيبة بالبدء في استخدام إحدى «البدائل» قبل وقت وجيز من اتخاذ قرار الإقلاع، ما يجعلها أكثر فعاليّةً.
• الأدوية: هناك بعض الأدوية التي تقدّم مُساعدةً كبيرةً للمدخّن عبر استهداف مستقبلات النيكوتين في الدماغ، ما يقلّل الإحساس بالمتعة عند التدخين، ويُسهّل عمليّة الإقلاع عنه. في هذا السياق، تستشهد الطبيبة ببعض نتائج الدراسات التي أثبتت أن هذه الأدوية قد تضاعف فرص الإقلاع عن التدخين، مقارنة بعدم تناول أي أدوية على الإطلاق.
• تجنّب المثيرات التي تذكّر بالتدخين.
• ممارسة الأنشطة البدنيّة.
• تذكير الذات بمنافع التوقّف عن التدخين على الدوام.
• الحصول على الدعم.
• مضغ العلكة الخالية من السكّر أو الحلوى الصلبة.
• شرب الماء.
• جهاز الذبذبات الكهربائيّة: هو يُعرف بـ «التلامس الفضي»، ويُمثّل بديلاً عن الإبر الصينيّة. كان تبيّن أن الجهاز المذكور يُساعد المدخّن عبر تنشيط الغدة النخامية في المخّ لإفراز مادة الأندروفين. تنشّط الأخيرة مادة الدوبامين، التي تُشعر المدخّن بالاسترخاء بعد الإقلاع، ممّا يقضي على التوتّر العصبي. علماً أن التوتّر يمثّل أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لانسحاب مادة النيكوتين. الجدير بالذكر أن أعراض انسحاب النيكوتين الشديدة تصعّب الإقلاع عن منتجات النيكوتين.
ساعات الصيام الطويلة
ساعات الصيام الطويلة بمثابة فرصة مهمّة للمدخّنين من أجل الإقلاع عن العادة السيّئة. في هذا الإطار، يحتاج كلّ مدخن إلى فترة تهيئة من ثلاثة إلى سبعة أيّام، وذلك في بداية رمضان، حتّى يقلل خلالها عدد السجائر التي ينفثها منذ الفطور حتّى السحور، بصورة تدريجيّة إلى النصف مثلاً، مع الاستعانة بالطرق المذكورة سالفاً للإقلاع عن التدخين (الرياضة وشرب الماء وتنظيف الأسنان لإبعاد الرغبة في التدخين...) حسب الطبيبة.
مع حلول نهاية شهر رمضان يكون الجسم قد تخلّص بشكل كامل من تسربات النيكوتين، فلا يبقى على المدخّن إلا أن يتحلى ببعض الرغبة لإلغاء التدخين بشكل نهائي من حياته والتمتع بصحة جيدة.
بدائل عن السجائر
في الأعوام الأخيرة قام بعض المدخّنين باستبدال السجائر الإلكترونية (الفيب وe-cigarettes)، بالسجائر العاديّة، معتقدين بأن البديل أقلّ ضرراً على الصحّة، ومساعد في الإقلاع عن منتجات التبغ.
أثناء نفث السجائر التقليديّة، يستنشق المدخّن دخان التبغ المحترق، بالإضافة إلى نحو سبعة آلاف مادة كيميائيّة، لكن الحال ليس أفضل مع «الفيب»، حيث يقوم الجهاز بتسخين سائل يسمّى «عصير الفيب» حتّى يتحوّل إلى بخار للتدخين. صحيحٌ أن «الفيب» يحتوي على عدد أقلّ من المواد الكيميائيّة ومن الملوّثات، لكنّه غير آمن على الرغم من ذلك. الجدير بالذكر أنّه في السجائر الإلكترونية جرعة من النيكوتين، المادة المعروفة بإبطاء أدمغة الأجنّة والأطفال والمراهقين. وفي «الفيب» أيضاً، العديد من المواد الكيميائية الخطرة والمتسبّبة بالسرطان وتلف الرئتين وضعف جهاز المناعة والالتهاب الرئوي.
سجائر HeatSticks بدورها، تقوم بتسخين التبغ على درجة 300 مئويّة، من دون إحراقه، وهي تتوافر في الأسواق بأسماء مختلفة، وتحدّ من تركيز المواد الضارة بنسبة 90 %، مقارنة بالسجائر التقليديّة. مع ذلك، فهي لا تخلو من أضرار، بخاصّة أنّها تحتوي على النيكوتين. في هذا الإطار، تشير دراسات إلى أن سجائر HeatSticks، على غرار السجائر الإلكترونية والتقليدية، تسهم في التعرّض إلى وظيفة «الميتوكوندريا»، التي تُنتِج الطاقة من خلال عمليّة التنفّس الخلوي، وقد تزيد من المبالغة في التهاب مجرى الهواء وإعادة تشكيل مجرى الهواء وسرطان الرئة من خلال التغيرات في هيكل الخلايا التي تتحول من الحالة الظهارية الساكنة إلى الحالة الوسيطة المتحركة (Epithelial–Mesenchymal Transition (EMT النشطة لدى المدخنين.