09-04-2022 01:35 PM
بقلم : الدكتور علي الصلاحين
"من يحكم "جبل الهيكل" يحكم البلاد كلها"!!!!.ويقصد بذلك المسجد الأقصى ،فعضو الكنيست الصهيوني موشيه فيجلين لم يكن مغالياً حين قال فإن كل الصراع الذي يبدو تفصيلياً للبعض حول دخول الصهاينة للمسجد الأقصى، أو اقتحامه والذي تزايد في الفترة الأخيرة، وفي شهر الفضيل حصريا إلا أنه يكاد يختصر برمزيته وأبعاده الصراع حول هوية فلسطين المستقبلية والحضارية، بل إنه صراع على المنطقة بأكملها. فإذا انتصر هذا الكيان الوظيفي في هذه المعركة فسيعطي للاحتلال الغربي وللأخرين في المنطقة دفعة قوية لترسيخ مشاريعه في المنطقة، وإذا اندحر، أو توقف نتيجة شعوره بمخاطر وصعوبة تحركاته فإن أملا جديداً لعصر قد يُفتح، عنوانه تراجع مشروع المد الغربي في المنطقة العربية واختفاء أداته الرئيسية.لكن مانراه اليوم فالاقتحامات تتصاعد، والحفريات تتزايد، ومصادرة الأراضي في القدس لا تتوقف، والاعتداءات التي تستهدف المسجد الأقصى هي حاضرة بقوة خلال الأعوام الأخيرة. محاولات إسرائيلية لتقنين السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، من خلال محاولة انتزاع السيادة وابطال الوصاية الأردنية على المسجد الاقصى، واعتبار الساحات المحيطة بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ساحات عامة مستباحة لخدمة الجميع ومنهم اليهود ومعها تزداد شهية الاستيطان، فالحكومة التي يقودها اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني (مع العلم انهم اتجاه الارض حتى اليسار يلعب نفس اللعبة) وهي فرض الأمر الواقع، وتغيير معالم ارض المسجد المبارك، حتى وصل الأمر بالنائب العنصري ميري ريغيف يقول"لا نريد سماع كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"تترد في هذا المكان في الحرم القدسي، بل يريد ان يسمع الصلوات التلمودية فقط".
فقد ازدادت شهيتهم بقضم الارض بفعل عوامل كثيرة اعظمها الصمت العربي تجاه العدوان في كل على الشعب الفلسطيني، بل للتعامل السياسي العربي الرسمي والتواصل مع الاحتلال، وقد أعلن عن ذلك قادة صهاينة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نتنياهو. يُضاف إلى ذلك أن الغالبية الساحقة من الدول العربية منشغلة بنزاعات داخلية أو تشهد نزاعات خارحية على حدودها تجعلها بعيدة عن الاهتمام بما يجري وما يُخطط للمسجد الأقصى.
إن هذا العدو يتبع سياسة القبول بالأمر الواقع والتكييف المستمر للعقل الجمعي والجمهور العربي والإسلامي إزاء الاقتحامات والانتهاكات تجاه المسجد الأقصى المبارك، حتى إذا ما حانت ساعة تنفيذ المخطط الأكبر، يكون هذا الجمهور قد تكيف تماماً مع الوضع والواقع الجديد. هذا ما حصل مع قضية الاستيطان فقد صادرت 4000 دونم في بيت لحم ولم تثير الجمهور العربي،ثم من قبله تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994 ولم يفجر غضباً جماهيرياً.
إن المسجد الأقصى كما قال جلالة الملك كان ولا زال هو جوهر الصراع الحقيقي في أزمنة عديدة،و في العصر الحديث وعلى الرغم ان اليهود احتلوا 60 بالمائة من مساحة القدس عام 1948 والتي دافع عنها الجيش الاردني ببساله والتي لاتزال قبورهم شاهد عيان على تضحياتهم العظيمة إلا أنهم اعتبروا احتلاله لم يكتمل إلا في عام 1967 يوم احتلت القدس الشرقية التي يتواجد فيها المسجد الأقصى.
ويمارس اليهود عمليات ترهيب شاملة تستهدف أهل المدينة، والهدف المسجد الأقصى كما المدينة المقدسة، يُضاف طبعاً الاعتقالات الواسعة لأهالي المدينة، ومصادرة أراضيهم، وتجريدهم من الهويات، بهدف اقتلاعهم من المدينة، والسيطرة عليها، وعلى المسجد الأقصى المبارك.
إن هؤلاء مستهدفون أيضاً بسبب هبّاتهم المستمرة للدفاع عن المسجد. فاليهود بأغلبيتهم يعتبرون أن القيم الروحية ناقصة لديهم إن لم يسيطروا على المسجد الأقصى، أو "جبل الهيكل" كما يسمونه، وهذا المسجد الذي هو رمز إيمان وصمود بالنسبة للمسلمين والعرب، يريده اليهود رمز انكسار للعرب، وهو ما يحتاج إلى دعم واسع للصامدين في الأقصى ومن حوله.
إن مستقبل المنطقة تحدده 144 دونماً هي مساحة المسجد الأقصى، وساحاته، وقبة الصخرة. ويجب أن يكون التحرك بمستوى هذا التحدي والوقوف إلى جانب الاردن ودعمه، حفاظاً على الأمانة التاريخية، ولحجز موقع للعرب والمسلمين في المستقبل
حفظ الله بلدنا امنا مطمئنا.
* الدكتور علي الصلاحين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-04-2022 01:35 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |