09-04-2022 02:00 PM
سرايا - في عالم الجريمة كل شيء مباح، اتهام وتخفي وإلصاق التهم بأخرين، ففي النهاية خلف القضبان كل شيء يمكن فعله، لكن ورغم هذا فالحقيقة أيضاً لا يمكن إخفاؤها مهما طال الزمان، ومهما كان فاعلها فلابد أن تأتي اللحظة الفارقة التي تكشف فيها الحقائق، ويعود الحق لأصحابه .
انتهى الجزء الأول من هذه القضية بتقديم المهندس قاتل زوجته للمحكمة التى قضت بمعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبعد تقديم النقض وإعادة المحاكمة تم تأييد الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليصبح الحكم نهائيا واجب النفاذ.
ويقول المستشار بهاء أبو شقة: مضت السنوات لنكون أمام الفصل الثانى من أحداث هذه القضية، فبعد 7 سنوات تقريباً انتقلت للعمل وكيلاً لنيابة بنى سويف - مصر ، وأثناء وجودى فى مكتبى عرض على ضابط المباحث محضراً بصحبته شاب يرتدى ملابس الشرطة العسكرية، وقرر أنه ليس ضابطاً بالشرطة العسكرية أو بغيرها من فروع القوات المسلحة أو الشرطة.. ولكنه نصاب محترف غارق من رأسه حتى أخمص قدميه فى الاحتيال وسلب أموال الأبرياء، وله ملف متخم بالعديد من قضايا النصب، وسجل حافل بالأحكام التى سلب وتفنن فى نهب أموال ضحاياه.. وقد تم القبض عليه فى دائرة القسم، وهو يرتدى هذه الملابس، ومن المؤكد أنه فى سبيله إلى تنفيذ أحد مخططاته الاحتيالية".
"وقد تببين لى من استجوابه أنه اعتاد النصب على جميع فصائل البشر، وكانت هويته النصب على الفنانين وأصحاب النفوذ، وعلى وجه الخصوص الفنانات، وأنه يحتفظ بأجندة تحمل أسماء وعناوين وتليفونات العديد من الشخصيات المهمة، وبسهولة تثير الغرابة والعجب أنه أدلى باعترافات تفصيلية بارتكابه جرائم نصب واحتيال على كثير ممن وردوا فى الأجندة، إذ قمت بسؤاله عن مدى صلته وعلاقته بهذه الأسماء كان ببساطة يعترف بحيلة جديدة أو بطريقة غير مسبوقة أوقع فى شباكها ضحيته".
توسع المتهم فى طرقه الاحتيالية ووطد علاقته وصداقته بكبار الدجالين، وتعلم منهم الحيل والأفانين والإيهام بالقدرة على الاتصال بالجن وتسخيره لجلب الحبيب وتطوع القلوب والأحاسيس بل وصل به التمادى والفجر إلى حد ارتداء الزى العسكرى، وانتحاله صفة ضابط بالشرطة العسكرية.. كان يوقف أى سيارة شرطة ويطلب منها التوجه به فى مأمورية ويطلب من قائدها الوقوف أمام مسكن الضحية، ويطلب منه الانتظار لحين عودته، فلا تملك الضحية إزاء هذا "السناريو" المحكم إلا أن تصدق حديثه وتستسلم لطرقه الاحتيالية، بل وبلغت درجة إجرامه أن خدع مطربة مشهورة راحلة بعد أن أفهمها بأنه ضابط بالمطار وأن أحد المعجبين العرب أرسل إليها هدية ثمينة تم تقدير جمارك عليها قدرت بمبلع خمسمائة جنيه- وقتها كان هذا المبلغ يمثل قيمة كبرى- وأوهمها بانه حضر إليها من منطلق وفرط إعجابه بفنها وأن أمنية حياته أن يراها، وقد حقق الله له هذه الأمنية واستسمحها فى أن يدفع هذه المبلغ من جيبه الخاص إعجاباً بفنها وتقديراً متواضعاً منه لها.
وازداد إصراراً على الدفع أمام إصراراها على دفع المبلغ، وبعد جهد ومكابرة بينهما حصل منها على المبلع ووعدها بأنه سبحضر لها الهدية فى اليوم التالى.. وطبعاً لم تكن هناك هدية بل كان وهماً وضاع عليها المبلغ.. ولم تبلغ لأسباب قدرتها بينها وبين نفسها عن الحادث.
وإزاء اعترافاته التفصيلية أمرت بحبسه على ذمة القضية، وتم إيداعه سجن بنى سويف العمومى وإمعاناً فى طرقه وأساليبه الحديثة والمتجددة فى الحتيال أرسل إلى السلطات العليا خطاباً من سجنه بأن هناك مؤامرة على الدولة وأنه ممسك بخيوطها ويريد أن ينقذ البلد من شرورها، فأجرى النائب العام اتصالاً برئيس النيابة بعد إبلاغ السلطات له بهذا الأمر، وطلب إحضار هذا النصاب لسؤاله على وجه السرعة بهذه المعلومات، لكنه استطاع بأفانينه وحيله أن يهرب من رجال الضبط ويختفى عن عيون الشرطة، لينتهى بهذا الجزء الثانى من القصة.