حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,18 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2082

"جدرانك قدري" مجموعة قصصية لخلود المومني

"جدرانك قدري" مجموعة قصصية لخلود المومني

"جدرانك قدري" مجموعة قصصية لخلود المومني

11-04-2022 02:09 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تدعو القاصة خلود المومني، في مجموعتها (جدرانك قدري) للعودة لماضي الأسرة العربية بكل ما فيه من حميمية والتئام شمل وتقارب وتواد وتعاطف، وذلك بعد أن مرّت تلك الأسرة بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، غيّرت الكثير من المفاهيم، وأحدثت انقلابا في العلاقات، حتى غدت في معظم الأحيان مفككة.

للبيوت أسرار، وللقاصة والمربية خلود المومني، مفاتيحها للولوج إلى قلوب القاطنين فيها، لاطلاع قرائها على ما يجري، ولتقدّم للجميع خلاصة تجاربها، وما وصلت إليه من خبرة ومعرفة تجعل من تلك البيوت المشتعلة بالفرقة والحقد والكراهية، جزءا من مدينتها الفاضلة التي تنعم بالأمن والسلام والاستقرار.

على الرغم مما أجرته القاصة في مجموعتها التي تتجاوز فيها الخاص إلى العام، من تقديم وتأخير في الأسس التقليدية لفن القصة، ومن ذلك إدراجها مقدمة القصة في نهايتها(كما في قصتها رأس)، وتفكيك القصة إلى فصول ولوحات تعكس وجهات نظر الشخصيات(كما في قصتها أنا وعبير)، واتكائها على بعض الحيوانات لتكون جزءا من شخصيات بعض قصصها(كما في قصتها الغراب..والحرباء..والقطة)، بالإضافة إلى تحكـّمها بطول القصة، فهي التي تحدد متى تكون قصيرة، ومتى تكون قصيرة جدا، ولذا لم يكن التكثيف غايتها، ولم يكن همها أن تتألف قصّتها من كلمة أو سطر أو عدة اسطر، بقدر ما كان يهمها أن تنجح في إيصال رسالتها لقرائها.

أما المفارقة لديها، فتعد من أهم عناصر قصصها التي تتكئ على فعلية الجملة، ولكنها قد تتجاوزها إلى الجـُمل الاسمية، لأنها هي التي تتحكم بالسرد، صعودا وهبوطا، سرعة وتوقفا.

وامتازت قصصها أيضا بالعديد من التقنيات: كالسخرية، والتشويق، والإدهاش، وابتعدت عن التسجيلية والمباشرة والتجريب، ولم تلجأ إلى الفنتازيا.

واتسمت تلك القصص أيضا بالتميز والاستقلالية، وذلك لانطلاق القاصة في مسيرتها السردية من تجربتها الزاخرة بالإبداع، دون أن تتأثر بمن سبقها أو عاصرها من القاصين، ودون أن تقوم بتسييس فن القصة، أو إجراء أي تلامس بينه وبين الأقانيم الثلاثة:»الدين والسياسة والجنس».

ولجأت القاصة للـ"ميتا قص": وهو القص الذي يجعل من نفسه موضوع حكيه، إذ يختار القاص لشخصيات قصته وظيفة أخرى مضافة لوظيفتهم الأصلية، فهم ساردون ضمنيون، مثلما هم أبطال ضمنيون داخل اللعبة السردية وخارجها، فتـُترك القصة تفكر في ذاتها بعد أن وضعت مخططا افتراضيا لكتابتها.

كما تبرز في قصص خلود المومني تقنيات أخرى على غرار الـتشخيص والتجسيد الذي لا يحجب الهدف الإنساني السامي الذي تتضمنه كل قصصها، وقد جاء في قصتها القصيرة جدا (الجريدة)ما يلي:( لملمت الجريدة صفحاتها، نزفت حروفها ، تمنت لو امتلكت القدرة على قذف نفسها في المدفأة).

وطغى على قصص هذه المجموعة ذات الأسلوب السهل الممتنع: التلوين الأسلوبي، وبرز فيها الطابع الحكائي، واتضحت فيها الوحدة العضوية، وظهر السرد فيها قوي البنية، ممتلئا بالصور المتحركة، مسكونا بالحيوية والطاقة التعبيرية.

وفي كل قصصها الطويلة والقصيرة معا، برزت الشخصيات السلبية التي لم تكن تتمسك بحالتها، بل سرعان ما كانت تنمو وتتطوّر وتتغير للأفضل.

وكان فضاء الزمان والمكان في قصص خلود المومني ساطعا، دالا ومعبرا، ومرتبطا بالبيئة المحلية، وبالموروث المادي وغير المادي في المملكة، كما تداخل فيها السرد والحوار والوصف، إلى جانب المونولوجات الداخلية والتداعيات.

ولكثرة ما في قصصها من مضامين وأدوات لها علاقة بعلم النفس، فإنه من السهل على الناقد تصنيف معظمها ضمن القصة السيكولوجية.








طباعة
  • المشاهدات: 2082

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم