حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3548

خلاصة تاريخية بقلم "كلوب باشا"

خلاصة تاريخية بقلم "كلوب باشا"

خلاصة تاريخية  بقلم "كلوب باشا"

11-04-2022 10:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي

يمّر العالم اليوم بأزماتٍ عدةٍ، على رأسها الحرب في أوكرانيا، وهي أزمات تنعكس على منطقتنا العربية بطبيعة الحال، والتي يميزها بأنها كثيراً ما كانت مركز الأزمة، خاصة في القرن الأخير من زماننا.
ولربما، ووسط هذه الأزمات العالمية، يفيدنا الرجوع إلى خلاصات وتجارب السياسيين او العسكر ممن خبروا هذه المنطقة، حتى لو كنا على خلافٍ معهم، ونعارض ما أدوه من تجارب خاصة في منطقتنا العربية.
وبين هذه الوثائق الهامة، كتيب صغير، وأظنه آخر ما كتب كلوب باشا، ولا يتجاوز عدد صفحاته الأربعين صفحة، ولكنه وثيقة أو وجهة نظر يقدمها الرجل بعد حرب النسكة عام 1967م، ويحمل عنوان "أزمة الشرق الأوسط: وجهة نظر خاصة".
هذا الكتيب، المقسم على ثلاثة أجزاء، تضمن وجهة نظر الرجل، وقد بدأه بعنوان "اعتذار شخصي" ويقول فيه "إنني لرجل طاعن في السن، ولا أعتقد أنني سأعيش طويلاً في هذا العالم الزائل، وفي السنوات العشر الماضية بذلت جهدي للبقاء بعيداً عن كل جدل حاد أو مناقشة عنيفة..".
ويرى الرجل، بأنّ هذا الهدوء، لم يمنع عنه سيل الرسائل التي طالبته بتقديم خلاصة هادئة لأحداث الشرق الأوسط، ويرى فيما كتبه بأنه "بعيد عن المحاباة أو التحيز".
في خلاصته التاريخية يرى كلوب باشا، بأنّ ما جرى في حرب النكسة عام 1967م، هو مخطط روسي ويحاول أنّ يبرر رأيه بتقديم مسوغات عدة، بقوله إنه "بحسب المخطط الروسي، يجب أن يهزم العرب"، ويضيف: أن المخطط الروسي كان يهدف لتحقيق غايتين، هما: إرغام الولايات المتحدة على الخروج من مكامنها والوقوف علناً إلى جانب إسرائيل، في اللحظة التي تكون فيها إسرائيل مهددة"، بالإضافة إلى "جر العرب للوقوع في هزيمة مدمرة، في الوقت الذي تكون فيه الولايات المتحدة وبريطانيا قد ربطتا نهائياً مصيرهما بمصير إسرائيل"، مضيفا: "وعندها سيتضح أمام العرب أن أملهم الوحيد في البقاء هو بأن يلقوا بأنفسهم في أحضان روسيا دون تحفظ".
هذا ما يذكره كلوب، معلقاً على النكسة، وهو كرجل إنجليزي بالطبع يدافع عن بلاده في ما قدمه من خلاصةٍ تاريخيةٍ، ويحاول قدر الإمكان تبرير الدعم الغربي لإسرائيل، ولماذا دعمها الغرب، وبخاصة بريطانيا.
غير أنه يرى بأنّ دور بلاده قد تراجع منذ ستينات القرن الماضي، بالقول "إنّ الحكومة البريطانية ضعيفة الآن لتقوم بدور فعال في الشرق الأوسط، غير أن مصالحها في آسيا وأفريقيا كبيرة ومتشعبة، وهي تسير أمورها اليوم بهدوء".
وفي هذه الخلاصة التاريخية، كثير من الرؤى، التي تؤكد القول السائر بأن ما أشبه اليوم بالبارحة.
إذ يرى كلوب باشا، بأن هدف السياسة الروسية، ومنطلقها هو عدم التعرض لحرب نووية، وأنها تطمح إلى السطيرة على العالم باتباع أسلوبين وهما: استنزاف قوة الالم الغربي، عن طريق إثارة المشاكل حوله في العالم، أما الوجه الآخر لهذه السياسة، فيكون عن طريق إثارة العداء في العالم ضد الغرب، وإشعال النشاطات ضد هذه الحكومات.
وينتهي في خلاصته إلى أنّ روسيا هي التي دبرت الأزمة الحالية في الشرق الأوسط (أي النكسة 1967م) لتحقيق غاياتها.
ومما هو لافت في هذه الخلاصة التي قدمها كلوب باشا، قبل نحو نصف قرن، قوله "وإذا كانت إسرائيل هي المنتصرة اليوم، فهذا لا يعني أنها ستظل كذلك إلى الأبد، لقد احتل الصليبيون في القرن الثاني عشر مناطق أوسع من التي يحتلها الإسرائيليون بثلاث أو أربع مرات، واستطاعوا أن يهزموا أعدائهم طيلة خمس وأربعين سنة، وعمر إسرائيل لم يزد حتى الآن عن التسعة عشر عاماً".
ويواصل القول "أما الصليبيون فقد اعتمدوا في وجودهم على مساندة الغرب تماماً كما تعتمد إسرائيل اليوم على الولايات المتحدة، وبعد ثمانين سنة ملّ الغرب من تقديم المساعدات، فانهزم الصليبيون هزيمة شنيعة، وعاد الغرب مرة أخرى يمد يد العون للصليبين فأقانوا دولهم من جديد لمدة قرن آخر، وبعد مئة وتسعين عاماً قضى العرب على الصليبيين حتى آخر رجل فيهم".
هذه شهادة رجل، خبر المنطقة، وكان أحد أدواتها الغربية، في زمن الاستعمار، وقد نختلف مع تجربته أو نتفق، لكنها شهادة مهمة للتأمل، وفهم عقلية الساسة الغربيين.








طباعة
  • المشاهدات: 3548
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-04-2022 10:43 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم